ويتجه بعض الباحثين إلى أنه قد ولد في حوالي عام "500م"1، وتوفي في أنقرة في أثناء عودته من القسطنطينية، فيما بين عام 530، 540م2، وإن ذهب البعض إلى أنه توفي في عام 565م3.
وقد اختلف الباحثون في معتقد امرئ القيس الديني، فذهب البعض إلى أنه إنما كان وثنيا، شأنه في ذلك شأن معظم الجاهليين، كما كان يقسم بالقداح جريا على عادة الوثنيين، فضلا عن أن اسمه "امرؤ القيس" إنما يعني "مولى قيس"، وهو صن جاهلي، ولكن اللفظة إنما تعني كذلك "الشدة والبأس"، ومن ثم فالتسمية فروسية وليست دينية4، وذهب فريق آخر إلى إنما كان يعتنق المزدكية، بدليل إقباله على الملذات بطريقة تشبه أنصار المزدكية، وأن جده الحارث كان كذلك -كما أشرنا من قبل- غير أن خلق الشاعر العربي واعتزازه بشرفه، فضلا عن تمتعه بالصيد والقنص، ونذره قتل مائة من بني أسد، قد يتعارض مع اعتناقه المزدكية التي تحرم تلك الأشياء، وإن كان هذا لا يمنع من القول بأنها قد أثرت فيه، وبخاصة في جانب الإباحية والتهتك في طلب اللذة5.
هذا إلى أن هناك من يرى أن الشاعر الكبير إنما كان نصرانيا، اعتمادا على خلو شعره من الشرك إلى حد كبير، وإقراره بالوحدانية، وذكره لأمور كثيرة خلو شعره من الشرك إلى حد كبير، وإقراره بالوحدانية، وذكره لأمور كثيرة خاصة بالنصارى، وانتشار النصرانية في كندة، ثم طلبه العون من القيصر النصراني، وأخيرا نصرانية أمه فاطمة أخت المهلهل، غير أن الإقرار بالوحدانية لا يعني اعتناق النصرانية، فقد يكون الرجل يهوديا، كما أن نصرانية أمه لا تستدعي بالضرورة نصرانيته هو، وأما التجاؤه للقيصر النصراني؛ فلأنه الباب الوحيد المفتوح أمامه، بعد أن سدت في وجهه كل سبل العون من الأكاسرة، فضلا عن أعدائه أمراء