سليح كانوا بأطراف الشام عمالا للروم، ثم خلفهم الغساسنة في مكانتهم هذه، وأما الحيرة فقد كانت ملكا للخميين، ومن ثم فإن عودة حجر للحيرة بعد انتصاره على "زياد" لا تتفق والحقائق التاريخية، صحيح أن الفرس على أيام "قباذ" "448-531م" قد استعملوا ملوك كندة على الحيرة، ولكن صحيح كذلك أن ذلك إنما حدث بعد وفاة "آكل المرار"، وعلى أيام حفيده "الحارث"، ثم إن "زياد بن الهبولة" هذا، إنما كان يعيش قبل "آكل المرار" بفترة طويلة، ومن ثم فإنه يفترض أن "زيادا" إنما كان رئيسا على قوم، أو متغلبا على بعض أطراف الشام، أضف إلى هذا كله أن هناك من يرى أن الذي غزا آكل المرار، إنما كان "غالب بن هبولة"، وأنه لم يشر إطلاقا إلى عودة آكل المرار إلى الحيرة.

وعلى أي حال، فلقد مات آكل المرار في "بطن عاقل" في وقت لا نستطيع تحديده على وجه اليقين، وإن اتجه "أوليندر" إلى أن ذلك ربما كان في العقد الأخير من القرن الخامس الميلادي، معتمدا في ذلك على وفاة حفيده "الحارث" في عام 528م1، وإن كان هناك من يرى أن "حجرا" إنما هو "Ogarus" المذكور في بعض التقاويم في حوادث أعوام 497م، 501، 502م، وقد ذكر معه أخ له يدعى "معديكرب" "رضي الله عنهadicharimus"، فضلا عن حفيد يدعى "الحارث2 صلى الله عليه وسلمretha.

وخلف حجر آكل المرار ولده المعروف بالمقصور "عمرو بن حجر"؛ ربما لأنه اقتصر على ملك أبيه؛ وربما لأن "ربيعة" قد اضطرته إلى ذلك3، وأنه لم يحمل لقب "ملك"، وإنما اكتفى بلقب "سيد كندة"، وأن اليمامة إنما كانت من نصيب أخيه معاوية المعروف بالجون4، ويبدو أن "عمر بن حجر" كان على علاقة طيبة بملوك اليمن" ومن ثم فقد تزوج بنتا لحسان بن تبع أسعد الأكبر،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015