ثقة أخيه، وقائد جيوشه ضد الرومان وبخاصة تلك الحملات التي قادها في عامي 556/ 557م، بسبب عدم دفع الرومان ما كانوا يدفعونه من قبل للمنذر، أو بسبب المقابلة السيئة التي قوبل بها رسول عمرو بن هند في بلاد "جستين الثاني"، وأيا ما كان السبب في هاتين الغزوتين اللتين شنهما عمرو بن هند على الروم، فإن أخاه قابوس كان القائد فيهما، هذا وقد كان عمرو يعهد إلى أخيه قابوس كذلك بشئون البادية، ويعتقد "كوسان ده برسيفال" أن قابوسا إنما كان يحكم الحيرة مع النعمان أخيه، بينما يرجع "يوسف زرق الله" أن إدارة شئون الحيرة على أيام قابوس إنما كان يتولاها "زيد بن حماد بن أيوب"1.

وليس صحيحا ما ذهب إليه البعض من أن قابوسا كان ضعيفا، أو أنه لم يكن ملكا، فقد أطلق عليه "يوحنا الأفسوسي" لقب "ملك"، كما أنه كثير ما كان يقود الجيوش على أيام أخيه -كما أشرنا آنفا- فضلا عن الغارات التي شنها ضد الغساسنة إبان فترة جلوسه على العرش، وإن لم يجن منها سوى الفشل والهزيمة2.

وجاء بعد قابوس أمير فارسي يدعى "فيشهرت" أو "السهراب"، وربما كان السبب في ذلك وجود خلاف بين أمراء بني لخم بعد قابوس على ولاية العرش3 وربما رغبة من الفرس في إضعاف مركز العر ب في الحيرة، بعد أن قوي أمرهم، واستفحل خطرهم، في ذلك الوقت الذي أخذت فيه قوى الغساسنة في الاضمحلال4.

وأيا ما كان الأمر، فلقد جلس على عرش الحيرة بعد ذلك "المنذر بن المنذر" الذي ترك من بعده ثلاثة عشر ولدًا، دون أن يوصي لواحد منهم دون الآخر بالعرش، وإنما ترك الأمر بيد "إياس بن قبيصة" الطائي، حتى يرى كسرى رأيه، ومن ثم فإننا نرى "كسرى" يستشير "عدي بن زيد" الذي يشير بامتحان للأبناء جميعا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015