الأخباريين، فإن "جبل بن جوال" من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان، قد تهود هو وقومه، وعاش مع بني قريظة، حتى ظهور الإسلام، ثم هداه الله إلى الدين القويم فأسلم1.

ويكاد يجمع المؤرخون على أن يهود بلاد العرب إنما هم من يهود فلسطين، وأنهم تركوها فيما بين عامي 70، 135م2، كما أشرنا من قبل -ويذهبون إلى أن يهود بني النضير وبني قريظة من نسل هارون3، وأن بقية البطون اليهودية من أسباط بني إسرائيل الأخرى4، وأن يهود خيبر من نسل "يهونا داب بن ركاب، وأنهم قد هاجروا إلى خيبر بعد خراب الهيكل الأول في عام 586ق. م، ثم بقوا فيها حتى عهد الخليفة الراشد "عمر بن الخطاب" "13-23هـ-634-644م"، وأن كلمة "خيبر" كلمة عبرانية بمعنى الطائفة والجماعة، وبمعنى الحصن والمعسكر5، وهو نفس الرأي الذي ذهب إليه الأخباريون، وإن نسبوها إلى رجل دعوه "خيبر بن قانية بن مهلاثيل"، رأى فيه البعض "شفطيا بن مهللثيل" من بني فارص6، على أن هناك من يفسرها بمعنى مجموعة من المستوطنات، وإن رأى أن اللفظة عبرية7.

على أن الاستدلال ببحث لغوي على جنسية يهود بلاد العرب، طبقًا لما تشير إليه الأسماء التي يحملها اليهود -قبائل وأفرادا- لا يمكن أن يعتد به ويعول عليه، فمن الحق أن بعض أسماء القبائل اليهودية عربية محضة، ولكنها لا تدل على أنها عربية الجنس، إذ يمكن أن تكون جموع اليهود التي هاجرت إلى بلاد العرب، قد اتخذت أسماء الأماكن التي نزلت بها أسماء لها، بل إن الواقع إنما يدلنا على أن اليهود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015