كبيرين، وبخاصة في المملكة العربية السعودية، وأن القسم الشرقي منها يمتاز بوجود صخور رسوبية، حيث تتركز الثروة البترولية، وأما القسم الغربي، فيمتاز بالصخور النارية المتبلورة القديمة، حيث توجد عروق المعادن الفلزية، والتي من أهمها:

أ- الذهب:

وهو من المعادن التي استخرجت منذ العصور القديمة، ومن ثم قد ذكر الجغرافيون العرب أسماء مواضع عرفت بوجود خام الذهب فيها مثل بيشة وضنكان والمنطقة ما بين القنفذة ومرسى حلج1، كما أشارت المؤلفات اليونانية إلى المنطقة ما بين القنفذة وعتودة، ومن ثم فقد ذهب بعض الباحثين- كما أشرنا من قبل -إلى أنها "أوفير" التي أشارت إليها التوراة على أنها مورد الذهب لسليمان2، كما أن هناك ما يشير إلى وجود الذهب على مقربة من "حمضة"، حيث كان يستخرج الذهب من هناك في العصور القديمة، هذا فضلا عن اشتهار ديار بني سليم بوجود معادن فيها، ومن بينها الذهب3.

ويذهب الكتاب القدامى من الأغارقة إلى أن هناك مواضع في شبه جزيرة العرب، يستخرج منها الذهب نقيًّا، لا يعالج بالنار لاستخلاصه من الشوائب، ولا يصهر لتنقيته، ومن ثم فقد قيل له "أبيرون" "صلى الله عليه وسلمpyron"، وأن العبرانيين إنما أخذوا لفظة "أوفير" من هذه الكلمة، فيما يرى بعض العلماء المحدثين4.

وقد عثر في "مهد الذهب" والذي يقع إلى الشمال من المدينة، على أدوات استعملها القدامى في استخراج الذهب واستخلاصه من شوائبه، مثل رحى وأدوات تنظيف ومدقات ومصابيح، فضلا عن آثار القوم في حفر العروق التي يتكون منها الذهب، مما يدل على أن الموقع إنما كان منجمًا للذهب في عصور ما قبل الإسلام، ولعله من المناجم التي أرسلت الذهب إلى سليمان عليه السلام5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015