فترات الموسيقى وبرامج التمثيل والغناء. وفي الصحافة الحديثة أيضا نجد إلى جانب الأخبار والمقالات والأحاديث، رسوما شيقة، وصورا جذابة، وكاريكاتير ونكتا، وقصصا، وتمثيليات. وهكذا يبدد الإمتاع الترفيهي كل آثار الضعظ الأخباري، والتوتر العصبي.

غير أن وظيفة الترفيه والإمتاع يمكن أن تتجاوز حدودها ويصبح ضررها أكبر من نفعها. ومن هنا جاءت نصيحة الفيلسوف اليوناني القديم أفلاطون، الذي طرد الشعراء من جمهوريته الفاضلة، حرصا على نفوس الشباب من المبالغة والتهويل والانحراف. ونذكر في القرآن الكريم الآية الكريمة: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ} . إلى آخر الآية الكريمة التي تستثني من الشعراء الذين آمنوا؛ لأن وظيفة الشاعر قديما تشبه وظيفة الإعلامي الحديث، وخاصة من حيث جوانب الإمتاع.

غير أن الفيلسوف اليوناني أرسطو يرى أن التنفيس عن المتاعب والآلام هو الهدف الرئيسي من الاستمتاع الفني. والترفيه عنده عملية تطهير للنفس، فعندما يشاهد المتفرج مسرحية مثلا، فإنه يعاني ما يعانيه البطل من آمال وآلام. وفي النهاية يفرج المشاهد كربته، وينفس عن آلامه ومتاعبه، فيشعر بالراحة النفسية، ويخرج من المسرح وقد أزاح عن كاهله أعباء الانفعالات المتراكمة والمشاعر المكبوتة. ومن هنا كان لفنون الترفيه -ومنها الفن الصحفي- أثر بالغ في شفاء الجماهير من عقدها النفسية.

ولعل هذا يذكرنا بنظرية سيجموند فرويد المشهورة حول التحليل النفسي. وتقوم هذه النظرية على أساس النزعات التي صادفها الكبت، والتي تجد فرصة للظهور بعد أن ظلت مكبوتة في اللاشعور، ربما منذ الطفولة الباكرة. ويحاول الذين يعانون من تراكم هذه الرغبات المكبوتة، والعقد المختزنة في اللاشعور، أن ينفسوا عنها بالطرق الوهمية. فمن خلال الفن والترفيه، يمكن للإنسان أن يتقمص الشخصيات، ويمر بالعديد من التجارب والخبرات، مما يؤدي إلى الشعور بالراحة النفسية. ولا شك أن الفن الصحفي يقدم من العناصر الترفيهية ما يرضي الجمهور، ويسري عنه، ويخفف من متاعبه. فالتخيل وتقمص

طور بواسطة نورين ميديا © 2015