من مميزات كثيرة. فهي صغيرة الحجم، خفيفة الوزن، سهلة الحمل والاستعمال. ويتكون الفيلم فيها من ست وثلاثين صورة صغيرة، يمكن التقاطها بمنتهى السهولة، خاصة وأن الآلة مركبة تركيبا خاصا يجعل تعريض صورتين فوق بعضها مستحيلا. ويستطيع المصور أن يستعمل هذه الآلة وهو واقف وقفة طبيعية جدا؛ لأن وضع الآلة يكون أمام عينية مباشرة. والمصور بهذه الطريقة لا يلفت الأنظار لصغر حجم الآلة، وبذلك يتجنب حساسية الناس لآلة التصوير، تلك الحساسية التي تفقد الصور عناصر التلقائية والواقية والحيوية والحركة، وعندما اكتشفت مصابيح الإضاءة الوامضة سنة 1929 أصبح الطريق ممهدا للتصوير الليلي السريع.
ويرجع الفضل إلى هارولد إدجارتون1 في ابتكار جهاز خاص يعطي سرعات عالية للغاية في قافل آلة التصوير ويسمى بالإستروبوسكوب2 وقد تصل سرعته أحيانا إلى 1/ 50000 من الثانية، بل قد تصل إلى جزء من مليون من الثانية بسهولة. ثم توالت الأبحاث الدقيقة لتجنب الانعكاسات الضوئية على سطح العدسة مما يقلل من مجموع الأشعة النافذة إلى السطح الحساس، فاستطاع أستاذ الفيزياء هاولي كارترايت3 أن يغطي السطح الزجاجي للعدسة بطبقة من أبخرة الكالسيوم والمغنسيوم وغيرها من المواد بحيث لا يزيد سمك هذه الطبقة عن 4 من مليون من البوصة، وذلك لتجنب انعكاس الأشعة الضوئية، كما سبق القول.
وقد بلغ طموح الباحثين إلى حد أنهم أرادوا الحصول على صور مجسمة ذات أبعاد ثلاثة ملونة بالألوان، وقد تحقق لهم ذلك سنة 1940، عندما اكتشف دوجلاس ونيك4 طريقة خاصة لمعالجة الفيلم بالعدسات المقعرة، بحيث تساعد على تصوير الموضوعات للحصول على نتائح مجسمة بأبعادها الثلاثة في الصور الملونة وغير الملونة. أما عن إمكانية التقاط الصور وتحميضها وطبعها في وقت واحد فهو اختراع يرجع إلى سنة 1947، عندما ابتكر إدوين لانت5 آلة تصوير تلتقط الصورة وتحمضها على ورق حساس خاص، وتعدها للطبع مباشرة عندما يضغط المصور على زناد معين يجعل سائل التحميض يغمر السالبية ثم ترسب الفضة المعدنية بعد ذلك على ورق خاص فتخرج الصورة مبتلة نوعا ما، حيث تجف بعد برهة وجيزة.