الصحافة الجديدة المصورة، ونجاح المجلات الجديدة في اجتذاب القراء، كل هذه العوامل قد تفاعلت لإنتاج الفن الصحفي المصور.

ولقد عرف الإنسان قيمة الصورة منذ فجر التاريخ، عندما سجل أنباء انتصاراته على جدران الكهوف والمغامرات في حياته البدائية. ولعل الحكيم الصيني كونفوشيوس1 هو الذي قال: إن الألف كلمة لا يمكن أن تتحدث ببلاغة كما تتحدث صورة واحدة. غير أن المربي المورافي كومنيوس2 هو الذي اكتشف أهمية الصورة كوسيلة للإعلام والإيضاح والإقناع وذلك سنة 1587. ومنذ ذلك الحين أخذت جهود العلماء والفنانين تتضافر في شتى أقطار العالم لمعرفة فن التصوير وطرق طبع الصور ونقلها بسرعة ودقة وسهولة.

وقد اكتشف إقليدس اليوناني سنة 350 قبل الميلاد أن الضوء يسير في خطوط مستقيمة، ولم يفت أرسطو ملاحظة أشعة الشمس وهي تنعكس على سطح الأرض بقعا ضوئية مستديرة بعد مرورها خلال الفتحات بين أوراق الأشجار، ويقال إنه قد عن له أن يأتي بورقة من البردي تلقى على صفحتها تلك البقع الضوئية المستديرة، ولاحظ أن حجم تلك البقع يختلف باختلاف المسافات بين الفتحات وورقة البردي. غير أن العرب هم الرواد الأوائل في علم الضوء ودراسة العدسات، ويعد الحسن بن الهيثم من أشهر علماء الضوء الذين احتفى الغرب ببحوثهم وساروا على منهجهم. وفي سنة 1276 تحدث روجر بيكون3 -وهو عالم إنجليزي أعجب بالعرب وتأثر بكتاباتهم- عن جهاز بصري ذي مرآة، يعده البعض إرهاصا بظهور آلة التصوير، لولا أن حديثه جاء غامضا.

وقد أجرى ليوناردو دافنشي4 تجارب عديدة على الصندوق المظلم، بيد أن التاريخ يشير إلى رجل آخر ويمنحه فضل اختراع آلة التصوير، وهذا الرجل هو جان بابتيست بورتا5 وهو إيطالي من مدينة نابولي نشر كتابا له سنة 1553

طور بواسطة نورين ميديا © 2015