...
الباب الثامن: فن التصوير الصحفي
لقد أصبح الفن الصحفي الحديث فنا بصريا يعتمد على الصور والرسوم والخرائط، كما أصبحت الصورة تلعب دورا أساسيا في تحقيق أهداف الصحافة، في عصر تسوده لغة بصرية جديدة نشأت -بالضرورة- نتيجة للتفوق الهائل في فن السينما والتقدم الرائع في فن التليفزيون. ومع أن الصور قد استخدمت في الصحف منذ أكثر من قرن، فإن التوسع الكبير في استخدامها خلال السنوات الأخيرة كان أبلغ أثرا على الصحافة منه في أي وقت مضى. فحتى العقد الرابع من هذا القرن، لم تكن الصحف تحمل أكثر من صورة أو صورتين على صفحتها الأولى. وأكثر من عشرة صور في بقية صفحاتها، وكانت الصور في معظمها تتسم بالجمود والتصنع. أما الآن فإن التغير قد أصاب عدد الصور وحجمها وطبيعتها.
لقد زاد عدد الصور، وخصصت لها صفحات كاملة، وأصبحت اللقطات الجديدة لموضوعات حية، وذلك بفضل ابتكار حاجب الضوء الأسرع حركة والفيلم الأنعم جزئيات والعدسات الأنقى خامة. ثم واكب ذلك تقدم سريع في فن صناعة الأنماط "الكليشيهات" وكذلك في طرق نقل الصور بسرعة مذهلة سلكيا ولاسلكيا. ومرة أخرى نجد أن ظهور الصحافة الشعبية زهيدة الثمن حوالي سنة 1830، وانفراج أزمة الورق بعد اختراع آلة فوردرنييه1 التي تنتج الورق في صورة لغات كبيرة متصلة لا حد لطولها، وإقبال القراء على