بين هذا الفن الجميل والفن الطباعي التطبيقي لكي نظفر بأجمل الخطوط وأرشقها.
ومخرج الصحف أو الكتب في أوروبا وأمريكا يعرف أن حروف الطباعة المتعددة المتنوعة تخدم أغراضه المختلفة؛ لأن كل نوع من الحروف يتناسب مع موضوع بعينه، فيزيد التعبير قوة وجمالا، ويلبس المضمون شكلا فصيحا مبينا. فحروف الطباعة تتدرج من الخشونة والقوة إلى الرشاقة والرقة في التعبير. والجنس الروماني القديم يمتاز بالخفة والرشاقة الزخرفية التي تجعله يتلاءم تماما مع الموضوعات النسائية، وأسرة الحروف المشهورة باسم جراموند1 على وجه الخصوص -وهي فرع من الجنس الروماني القديم- تعبر عن الأنوثة والخفة والجمال، فتستعمل بنجاح تعبيري فائق في إعلانات أزياء النساء وأدوات التجميل، وصفحات المرأة في الصحف والمجلات النسائية بوجه عام.
والواقع أن حروف الطباعة تساير الأذواق المختلفة باختلاف الأمم والأزمان. وتنقسم حروف الطباعة الإفرنجية إلى خمسة أجناس رئيسية هي: الجنس القوطي القديم2 والجنس الروماني3 والجنس المائل4 والجنس الخطي والنسخ5 والجنس الفوطي الحديث6. ولكل جنس من هذه الأجناس صفاته الخاصة المميزة عن الجنس الآخر. وحروف الجنس القوطي القديم تعد أقدم أنواع حروف الطباعة جميعا، وقد استخدمها جوتنبرج في طباعة إنجيله المشهور، ويمتاز هذا النوع بزخرفته الدينية، فكان يحاكي حروف المخطوطات القديمة التي ألفها الناس قبل اختراع الطباعة، ولذلك تقبله المثقفون والمحافظون الذين نظروا إلى فن الطباعة في بدايته على أنه فن حوشي شعبي لا يليق بالسادة.
وينم الحرف القوطي القديم عن العراقة والوقار والجمال، وقد فتن الطابع الإنجليزي كاكستون به، واستخدمه الطابعون في الكتب الدينية والدعوات للاحتفالات الرسمية وحفلات الزواج وحفلات تتويج الملوك والرؤساء.