ذلك، بشرط أن يؤلف العنوان جملة تامة. والعنوان الصحفي يمتاز بالقوة والجاذبية والوضوح والتركيز والإبانة، مع الحذر من المبالغة أو عدم مطابقة العنوان لمتن الخبر أو الموضوع.

ويراعي المخرج الصحفي ضرورة التناسب بين طول العنوان وعدد كلماته وخاصة عند تعدد الأسطر، فلا يكون أحد الأسطر مزدحما بالكلمات والآخر قليل العدد منها. ولو أن الصحافة تستخدم أحيانا ألفاظا أشبه ما تكون بالصياح أو الصراخ مثل: الحرب أو المعركة أو الدم أو الانتقام وكثيرا ما تكون هذه العناوين باللون الأحمر على عرض الصفحة الأولى. وتدأب الصحف المثيرة أحيانا على نشر عناوين غامضة تصلح لكل شيء مثل: أسرار الموقف السياسي، وأسباب التدهور الاقتصادي. ولكن الحقيقة أن العنوان الجيد هو العنوان الدال المكون من جمل تامة الفائدة، مع مراعاة عدم التكرار في المعلومات الواردة في العنوان؛ لأن كل سطر، بل وكل كلمة ينبغي أن تكون ذات وظيفة أساسية، وإلا فإنه يجب الاستغناء عنها.

ويتجنب الصحفيون العناوين الغامضة أو المضطربة؛ لأن الوضوح من أهم سمات الفن الصحفي، والتباس المعاني أخطر ما ينزلق إليه هذا الفن. وغني عن البيان أو الموضوع الجاد يتطلب عنوانا جادا، في حين أن الموضوع الخفيف أو الطريف يتطلب عنوانا خفيفا طريفا. وينأى الصحفي بطبيعته عن استخدام اللغة العامية في العناوين، وإن كان لا يمانع في استخدام لفظ أو عدة ألفاظ عامية في المتن إذا تطلب الموضوع ذلك، وخاصة عند الاقتباس أو الحوار. وكلما كان العنوان موجزا، كان أفضل من العنوان الطويل الممل. ويراعي المخرج الصحفي عدم قطع كلمات السطر في العنوان واستكمالها في السطر التالي؛ لأن ذلك يؤدي إلى الغموض واللبس أحيانا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015