أما الصحف النصفية فيبلغ طولها نحو 42 سم وعرضها نحو 28 سم. وهناك صحف يتوسط حجمها بين الحجم العادي والحجم النصفي مثل صحيفة "لوموند"1 الفرنسية. وقد أصبح عدد الأعمدة في الصحيفة العادية ثمانية أما في الصحيفة النصفية فيبلغ عدد الأعمدة خمسة، ولكن الصحافة النصفية تتحرر كثيرا في إخراجها وفي عدد أعمدتها، وفي استخدام الصور والعناوين. ويذهب البعض إلى أن الحجم النصفي للصحيفة قد جاء نتيجة لحاجة سكان المدن وإلى قراءة الصحف في السيارات العامة ومركبات الترام عند الذهاب إلى أعمالهم أو العودة منها، مما يتطلب حجما أصغر في هذه المواصلات المزدحمة، ولكن لا شك أن الأزمة الاقتصادية العالمية سنة 1929 ثم الحرب العالمية الثانية سنة 1939، مع هبوط عدد الإعلانات، وعدم وتوفر الورق وغلاء أسعاره، وقلة عدد الأيدي العاملة بسبب التجنيد كانت كلها عوامل هامة لانتشار الصحافة النصفية أو صحافة التابلويد2، التي كانت قد بدأت في الظهور في لندن سنة 1904 على يد نورثكليف في صحيفة الديلي ميرور، كما ظهرت في أمريكا في صيف سنة 1919 بمدينة نيويورك، وذلك بصدور صحيفة ديلي نيوز النصفية.
وكما توحدت أحجام الصحف وأشكالها، توحدت أيضا مساحات الأعمدة، وهي الوحدات المكونة للصحيفة، فأصبح اتساع العمود ثابتا بمقدار 11.5 كور تقريبا. ويرجع ذلك إلى تعميم أنواع الآلات المستخدمة في الطباعة وقطع الغيار، وأنواع الورق المصنوع آليا أما بطريقة الطحن الميكانيكي أو المعالجة الكيميائية. وفي أوروبا وأمريكا ظهرت شركات توزع مقالات وموضوعات وتحقيقات مصورة ثابتة بالنسبة لعدد كبير من الصحف، وخاصة الصحف الإقليمية، كما كانت وكالات الإعلان تفعل نفس الشيء بالنسبة للإعلانات الموحدة التي توزع بشكل ثابت على عدد كبير من الصحف، فضلا عن توزيع مواد صحفية بشكل صفحات جاهزة مضغوطة على الصفحة الكرتونية