من الصحافة الرسمية إلى الصحافة الشعبية:

وعندما كانت الصحافة رسمية في بدايتها، احتلت الأخبار السياسية والحربية أكبر مساحة من نشاطها الأخباري فكانت الأخبار الجادة الرسمية الجافة أشبه بتقارير عسيرة الفهم طاغية على ما عداها. وكانت الصحف لا تتصور نشر خبر عادي إنساني بسيط، وكان هذا أمر طبيعي ما دامت الصحافة لسان حال الحكومات والطبقات البرجوازية الضالعة معها.

ولكن بتقديم الحضارة، وانتصار الديمقراطية، وانتشار التعليم، ورقي الحياة المصرية، وأخذت الصحافة تتجه إلى فنون التبسيط والتحدث إلى الرأي العام، ومحاولة تثقيف الجماهير. فبعد أن كانت أخبار "الوقائع المصرية" لا تخرج عن أنباء ديوان الخديوي الحاكم، وأعمال الحكومة، وتمجيد البطولات الرسمية، بطريقة رخيصة فجة، تطور المضمون الصحفي ليشتمل على عناصر جديدة جذابة مشوقة، كما تطورت لغة الصحافة هي الأخرى، وتعددت فنونها، ونضجت أساليبها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015