الجماعة وأين الجمعة؟

ثم ما الفائدة من هذا الذكر المقرون بالبدعات والخرافات مع ترك الجمعة والجماعة؟

وهناك صوفي آخر ذكره صاحب " تنبيه المغتربين " أنه كان يخلّي ولده على الخلوة أربعين يوماً فلا يفتح عليه " (?).

ويروي الجعلي الفضلي عن شيخه بأن النقا أنه مكث في خلوته أربعين يوماً (?).

وهذه الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية ويعتزلون خلالها عن الناس ويرتاحون في الأربطة والغارات فيفوتهم ثواب السعي إلى المساجد وأجر الصلاة بالجماعة والجمعة قد ذكر فتوحها وفوائدها السهروردي والباخرزي أيضاً فيقولان:

" فإذا تمت الأربعون زالت الحجب , وأنصبت إليه العلوم والمعارف انصباباً ... فالعبد بنقطاعه إلى الله تعالى وأعتزال الناس يقطع مسافات وجوده , ويستنبط من معدن نفسه جواهر العلوم " (?).

فيظنّ الصوفية بأن الله يفتح عليهم جواهر العلوم والمعارف , ويكشف لهم الغرائب والعجائب " تعويضاً عما تركوا لأجله " (?).

ولا يدرون أن ترك الجمعة والجماعة لا ينتج المعارف والكرامات , وإنما ينتج سخط الله ومقته , وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الخلوة باليهودية والنصرانية في حديث رواه أبو أمامة حيث قال:

(خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية من سراياه وقال: فمر رجل بغار فيه شيء من ماء قال:

فحدّث نفسه بأن يقيم في ذلك الغار فيقوته ما كان فيه , وفيه شيء من ماء ويصيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015