رغيفين، ثم مدّ يده إلى الهواء فأخذ كوز ماء، فأكل ذلك وشرب ثم طار، فقال الشيخ لتلك العظام: اذهبي باسم الله، فذهبت سوية وطارت" (?).
ورواية أخرى رواها محمد أبو الهدى في قلادته نقلاً عن أمّ البراهين:
" ذكر الشيخ شمس الدين محمد بن عثمان أنه خرج مع الشيخ الكبير السيد أحمد ذات يوم إلى الصحراء فبينما هما سائران في الصحراء إذ رأوا أسداً كاسراً مفترساً لشاب، وقد خلع كتفه من جسده ومكث يأكله فزجره الشيخ الكبير السيد أحمد زجراً شديداً وقال له: أي خلق الله ما نهيتكم عن أذية الخلق الذين يمرون ببلادنا فنطق السبع وأتى إلى حضرة الشيخ مسلماً عليه بلسان عربي فصيح فقال له: أي سيد السادات وصاحب الجود والكرامات لي سبع أيام ما أكلت شيئاً وأنا دائر على ولدي فما وجدته، وهذا الشاب قد أرسله الله إليّ رزقاً مقسوماً بسبب غضب والدته عليه، فأنتم تريدون قطع نصيبي من ذلك الأمر إلى الله ثم إليكم. فلما سمع كلامه لم يعبأ به؛ بل التفت إليه بنظر الغضب والجلال فوقع السبع ميتاً ومسح عليه بيده المباركة فعاد كما كان أولاً؛ بل أسدّ وأقوى. وقال الشيخ للشاب ما اسمك؟ قال: اسمي داود بن إبراهيم. فقال به الشيخ: أي داود أسلخ غريمك فسلخه وأخذ الجلد ومضى إلى والدته وخبرها بالقصة" (?).
وابن الملقن كذلك ذكر عن أبي عبد الله محمد البطائحي: " انحدرت في أيام سيدي عبد القادر إلى أم عبيدة، فقال لي الشيخ أحمد: أذكر لي شيئاً من مناقب الشيخ عبد القادر وصفاته، فذكرت منها شيئاً، فجاء رجل في أثناء حديثي فقال: مه، لا يذكر عندنا مناقب مناقب غير هذا، فنظر الشيخ إليه مغضباً، فرفع الرجل من بين يديه ميتاً" (?).
هذا وكان يملك الجنة والنار أيضاً كما يذكرون عنه أن شخصاً من أصحابه تمنّى عتق من النار ينزل من السماء "فسقط منها ورقة بيضاء، فلم ير فيها كتابه فأتى إلى