ويقول بالقلب نطقاً لا علماً ومشاهدة بل كما كان ينطق بلسانه قبله يذكر بقلبه حتى يرد ورود آخر عليه بعد مدة ما شاء الله أعلى من ذلك من حيث الهيبة فيبدو على العبد من الهيبة ورود يظن أنه قريب من الحق فيفنى العبد فيه ثم يتردد بين البقاء والفناء وكل مرة يرد إلى البقاء تزداد عبارات قلبه حتى ينتهي إلى أذكار يجدها مرة قلبه بألسنة مختلفة وعبارات لم يسمعها قبله ولا خطرت بباله قبله يجد ذلك " الله " في قلبه حتى يتوهم إن جملة الكون يذكر الله بعبارات مختلفة أحياناً ويصير بحيث لا يميز بين ذكره الذي يبدو قلبه وذكر الكون من غلبات الذكر عليه فليستمع جميع هذه الأذكار ثم بعده يرد ورود آخر بحيث لو ذاق هذا الورود غير من سلك هذه الطريقة على سبيل الوهلة لمات من هيبة الله سبحانه حتى يفنى هذا العبد ولا يبقى منه شيء ".

ثم يرد إلى حالة البقاء فيسلب عنه أحوال القلب من الشهادة وغيرها فيبدو له سر الغيب يبقى للعبد شيء وليس إلا الله " (?).

ويقول:

" إذا تحقق الذاكر في ذكر اللسان رجع ذكر لسانه إلى ذكر القلب فإذا ذكر القلب يرد عليه في الذكر أحوال يجد من نفسه بل يسمع من قلبه " الله " سبحانه اسماً وأذكاراً لم يسمعها قط ولا قرأها في كتاب بعبارات مختلفة والسنة متباينة لم يسمعها ملك ولا آدمي فإن لازم همته ولم يلتفت ولم يلاحظ هذه الواردات نال المريد الزيادة إلى أن ينتهي إلى ذكر السر وإن التفت إلى ما يجري عليه من هذه الأحوال ولاحظ هذه التسميات وهذه الأذكار ونظر إليها واشتغل بها فقد أساء الأدب فيعاقب في الوقت وعقوبته انقطاع المزيد عنه ثم يعاقب ثانياً إن صبر عليه بأن يرد إلى حال العلم هذه الأحوال ويرد عليه علوم حتى يظن أنه فتح عليه علوم الأولين والآخرين.

في ابتداء الذكر في الجوارح أن يجد حركة في جوارحه حتى لا يبقى عليه جزء من لحمه وعظمه إلا يجد فيه حركة واختلاجاً ثم تقوى تلك الحركات وتلك الاختلاجات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015