الشخص: أستغفر الله نعالى! وتاب من ذلك " (?).
ومثل ذلك قال في أخلاقه بعد ما ذكر عن المتبولي أنه قال:
" علمت من كان في ظهر آدم من السعداء حال كونهم ذرات , فلا يزيدون على ما علمت ولا شخصًا واحدا , وكذلك أطلعني الله تعالى على جميع ما يفعله كل عبد حين أرى أنفه فأعرف ما وقع فيه في الماضي , وما يقع فيه في المستقبل من خير وشر- ثم قال -:
وقلت: وينبغي التسليم لكل من ادعى أن الله أطلعه على ذلك , لأنه ادعى ممكنًا " (?).
وابن عجيبة الحسني لم ير أن يتأخر عن الجماعة ترويجًا لهذا الباطل , فقال بعد ما نقل عن أبي بكر الشبلي أنه كان له تلميذ, فكساه رجل يومًا جبة , وكان على رأس الشبلي قلنسوة , فخطر على قلب التلميذ محبة القلنسوة ليجمعها مع الجبة , فكاشفه الشيخ فأزال له الجبة وجمعها مع القلنسوة , ورمى بهما في النار , وقال له: لا تبق في قلبك التفاتًا لغير الله - قال بعد ذكر هذه الحكاية -:
وأنكر عليه بعض أهل الظاهر المتجمدون على ظاهر الشريعة جهلا بالمقصود , لأن أعمال الصوفية مبينة على العبادة القلبية (?).
فهكذا خالف القوم الشريعة, ونقضوها وعطّلوها, وهدموا قواعدها بدعوى الكشف والإلهام , فادعى بعض منهم بعدم التفريق بين النبي والولي من حيث الوحي والإلهام , وزاد بعضهم في غلوائه , فرجحوا الولاية على النبوة , وزعموا بعدم ختم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وإتيان النبي (?).
وارتقى البعض الآخر إلى أن وصل إلى مرتبة الألوهية والربوبية , فقالوا في ذلك ما قالوا (?).
والجدير بالذكر أن جل إلهامات القوم وأكثر مكاشفاتهم ليست من الرب - عز اسمه