الباب الثالث التصوف مؤامرة ضد الإسلام

الباب الثالث

التصوف مؤامرة ضد الإسلام

إن التصوف ليس عبارة عن الغلو والمغالاة والتطرف في الدين فحسب , بل هو مؤامرة حيكت وأحكم نسيجها ضد الإسلام والمسلمين , وشارك في تخطيطها وتشكيلها وبث سمومها ونشر أنفاثها خليط من الناس وعديد من الفئات لأغراضهم وأهدافهم , وقد ذكرنا هؤلاء الناس وأولئك الفئات في كتابنا ((التصوف .. المنشأ والمصادر)) عند ذكر مراجع التصوف ومصادره , منشئه ومنشئيه (?).

أما الأغراض والأهداف فنذكرها هنا في هذا الباب وما بعده من الأبواب.

فكان من أهم تلك الأهداف لأولئك الناس والجماعات إبعاد المسلمين عن الإسلام الحقيقي وتعاليمه الصافية النقية المعتدلة وباسم الإسلام , وترويج العقائد اليهودية والمسيحية , والمذاهب الهندية والفارسية , كالبوذية والهندوكية والزرادشتية والمانوية الأفلاطونية الحديثة , وغيرها من التيارات التي ليس لها أية صلة بالإسلام وبتعاليم الشريعة الحنيفية السمحاء الغراء لقتل روح الجهاد وفكرة إعلاء كلمة الله وأن يكون الدين كله لله , وتبليغ رسالات الله وأدائها إلى الأمم والملل كافة في أنحاء المعمورة كلها.

وأيضا تمكين الذل والاستكانة والهوان وإفشاء الجهل والكسل والخمول بينهم , وإزاحتهم عن الحكم والسلطة والاختيار , ولم يتمكنوا من هذا كله , ولم ينجحوا في مهمتهم إلا بوضع الأسس والقواعد المختلفة عن قواعد الإسلام وأسسه وأصوله لأنه بدون ذلك لم يكن يرجى فصلهم وقطعهم عن إرشاداته وتوجيهاته كلية , بل كان يتوقع الجوع إلى حظيرته بالرجوع إلى منابعه الأصلية ومصادره الحقيقية , ففرقوهم عن الجمع , وأبعدوهم عن الجماعات بوضع الأصول المنافية لأصول الجماعة وأسسها , فجماعة المسلمين كان مذهبهم ومسلكهم مبنيّا على الإسلام المعبر عنه بالقرآن والسنة , ومذهب القوم ومشربهم مبني على التصوف المعبر عنه بالكشف والإلهام , ليس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015