داخل الدكان , فكان لا يستطيع أحد أن يجلس عنده " (?).
وقد ذكر صاحب " الأنوار القدسية " عدم الاعتناء بالنظافة كقاعدة عامة لجميع المتصوفة حيث قال:
" يجب على المريد الصبر على وسخ الثياب وتخريقها حتى يزول وسخ قلبه " (?).
وروى الشيخ نور الدين السمهودي أنه كان له فروة كبش مغشاة بثوب طرح يلبسها صيفا وشتاء , وكانت عمامته من غليظ المحلاوي , يغسلها مرة في السنة (?).
وذكر ابن الملقن أن امرأة كانت تخدم الجنيد قالت:
" جئت يوماً إلى النوري , كان يوماً شديد البرد والريح , فوجدته في المسجد وحده جالساً , فأمرني بإحضار خبز ولبن , فأحضرته. وكان بين يديه قصعة فيها فحم , فقلّبه بيده وهو مشتعل , ثم أخذ الخبز واللبن , فجعل اللبن يسيل على يديه , وفيها سواد الفحم , فقلت: يا ربّ , ما أقذر أولياء , ما فيهم أحد نظيف.
قالت: ثم خرجت من عنده , فتعلقت بي امرأة وقالت: سرقت رزمة ثياب , وجرّوني إلى الشرطي , فأخبرني النوري بذلك , فخرج وقال: لا تتعرض لها , فإنها ولية , فقال الشرطي: كيف أصنع المرأة تدّعي ذلك؟
قالت: فجاءت جارية ومعها الرزمة المطلوبة. وأنطلق النوري بزيتونة , وقال لها: تقولين بعد هذا: يا رب ما أقذر أولياءك؟ فقالت: تبت (?).
فالمعنى أنه لا يحق لأحد أن يتعرض على قذارة الصوفية ونجاستهم , ولا يجوز أن ينصح أحد هؤلاء المنتنين المتشبهين باليهود الأقذار المهتمين بوضع الكلاب والقطط الميتة في مساكنهم , لا ينصحهم أحد باعتناء النظافة والطهارة , وإلاّ فيصيبهم عقاب من عند الله وعذاب أليم.