كالبدر من حيث التفتّ رأيته ... يهدى إلى عينيك نورا ثاقبا

كالشمس فى كبد السماء وضوءها ... يغشى البلاد مشارقا ومغاربا

فسبحان من أنزله هاديا ونورا ساطعا، لا يستطيع إنسان مهما بلغ شأنه، وعلا كعبه أن يحيط بوصفه.

أندى على الأكباد من قطر النّدى ... وألذّ فى الأجفان من سنة الكرى

ويكفى أن الله عز وجل سماه نورا وروحا، فهو ينير الطريق لمن أراد النجاة، ولا يستطيع مخلوق أن يعيش بدونه، لأنه يؤدى إلى حياة الأبد، فالمرء فى حاجة إلى القرآن أكثر من احتياج العين إلى نورها، والجسد إلى روحه.

هذا وكم فيه من مزايا ... وفى زواياه من خبايا

ويطمع الحبر فى التقاضى ... فيكشف الخبر عن قضايا

ويقول الإمام الشافعى رحمه الله: جميع ما تقوله الأمة شرح للسنة، وجميع السنة شرح للقرآن، وجميع القرآن شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العليا.

زاد غيره: وجميع الأسماء الحسنى شرح لاسمه الأعظم.

لما كان الأمر كذلك كانت الدراسة حول القرآن الكريم أفضل من دراسة أىّ علم غيره، خاصة وهو المصدر الأول للتشريع، وما عداه مأخوذ منه، ومتفرع عنه، فمكثت زهاء سنة كاملة أنقب فى كتب التراث وغيرها من الكتب المخصصة فى الدراسات القرآنية، حتى جاءت الدراسة فى هذا البحث المتواضع، مشتمله على مقدمة وستة أبواب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015