الحق أن ما جاء فى هذا الكتاب هو خلاصة ما ذكره علماء الأصول والمشتغلون بعلوم القرآن، ولا يمكن لى أبدا أن أزعم بأنه من جهدى الشخصى فحسب، وإنما مثلى كإنسان رأى العديد من اللآلئ والجواهر التى تبهر العين، وتنير الصدر مبعثرة فى أماكن متفرقة فجمعها ونظمها فى عقد واحد.
وإن تجد عيبا فسدّ الخللا ... فجلّ من لا فيه عيب وعلا
فإن وقفت قدرتى دون همّتى ... فمبلغ علمى والمعاذير تقبل
وكل ما أطلبه وأتمناه وأنا أختم هذا الكتاب أن يرجع المسلمون إلى قرآنهم يتأدبون بأدبه، ويتخلقون بخلقه قال تعالى:
فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى * قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً* قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى سورة طه آيات: 123، 126.
هذا وأسأله جل شأنه أن يحفظنا بالقرآن ويجعله جليسا لنا فى وحدتنا وأنيسا لنا فى غربتنا وشفيعا لنا يوم يقوم الناس لرب العالمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الفقير إلى عفو الله ورضاه أبو أحمد محمد إبراهيم الحفناوى