فأصحاب هذا القول يرون أن اللغات توقيفية (?). وقد استدلوا على ما ذهبوا إليه بما يلى:

أولا: قال تعالى:

وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ* قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا (?)

وجه الاستدلال:

إن الله عز وجل أخبر بأنه علم آدم الأسماء كلها، وأن آدم عليه السلام علم الملائكة تلك الأسماء، ومقتضى هذا أن كلا من آدم والملائكة لم يكن واضعا لها، وإلا لما احتاج

إلى أن يتعلمها من غيره، فدل ذلك على أن الواضع هو الله عز وجل الذى علمها- كما أخبر- لآدم عليه السلام وهو المطلوب.

وقد قال بعض العلماء (?): إن «علّم» معناه أوجد فيه العلم لأن التعليم تفعيل وهو لإثبات الأثر بالنقل عن أئمة اللغة، فيكون لإثبات العلم فى آدم ويلزم من ذلك التوقيف وذلك لأن الأسماء بأسرها توقيفية وذلك لعدم القائل بالفصل، ولأنه يتعذر الإعراب عن جميع المعانى التى فى النفس بالأسماء وحدها.

أضف إلى ذلك أن الاسم مشتق من السمة، وهى العلامة والأفعال والحروف علامة على مسمياتها فلزم من ذلك دخولهما تحت قوله تعالى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015