عياض، وابن قتيبة، وغير واحد من السلف.
قال الشاعر:
وكيف يصح أن تدعى حكيماً، ... وأنت لكل ما تهوى ركوب
وقال آخر:
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
وهذا المعنى موجود في سائر الألسنة، لكن لكل أمة حكمة بحسبها، كما أن لكل أمة ديناً.
فاليونان لهم ما يسمونه حكمة، وكذلك الهند.
وأما حكمة أهل الملل فهي أجل من ذلك.
ومما احتج به هؤلاء أنهم قالوا: لا يدرك بالعقل إلا ما يكنفه العقل ويحيط به علماً.
والباري سبحانه وتعالى لا تدركه العقول ولا تحيط به.
لقوله تعالى: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} وقوله: {ولا يحيطون به علما} .
قال ذو النون المصري: العقل عاجز ولا يدل إلا على عاجز، فأما الربوبية فلا سبيل إلى كيفية إدراكها بالعقول، ليس هو إلا الرضا والتسليم والإيمان والتصديق) .
لكن هذا الكلام وما يشبهه إنما يقتضي أن معرفة كنهه وحقيقته لا تدركه العقول.
وهذا هو الصحيح الذي عليه جماهير العلماء، وإنما نازع في ذلك طوائف من متكلمي المعتزلة ومن وافقهم.
ولهذا كان السلف والائمة يذكرون أنهم لا يعرفون كيفية صفاته.
كقولهم: (الأستواء معلوم، والكيف مجهول) .
وهذا الكيف المجهول هو