السابقة، قوله: {خالق كل شئ}، {وخلق كل شيء}، {إنا كل شيء خلقناه بقدر}، يُبيِّن أنّ المراد بالتقدير الأوّل.
سورة سبأ خاليةٌ مِمَّا نريد.
فمنها قوله سبحانه: {هل من خالق غير الله}. وهو استفهامٌ بمعنى النفيِ؛ تقديره: "ليس مِن خالقٍ"، أو "لا خالق، إِلاّ الله"؛ نَفَى جنسَ الخالق سواه. وأفعال العباد مخلوقةٌ، باتفاقٍ؛ وإِنما النزاع في خالفها مَن هو فيجب أن يكون هو الله الذي أخبر أن لا خالق سواه.
فمنها قوله تعالى: {لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون}. أي سبق في علمِ الله، وحقَّت كلمتُه؛ أي تَكَلَّمَ كلمةً حقًّا أنهم لا يؤمنون. ووجه دلالتها سبق.
روى عبدُ الرزّاق، قال: أنا مَعْمَرٌ، عن منصورٍ، أنّ ابن مسعودٍ قال لأصحابه: نِعم القوم أنتم، لولا آيةٌ في ياسين: {لقد سبق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون}؛ وكان يقرأها كذلك.
ومنها قوله تعالى: {إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا}. هي كنايةٌ عن موانع القدرة لهم من الهداية. كأنّ القدرةَ تمنعهم عن ذلك منعَ الغُلِّ صاحبَه عن الانطلاق والاستقلال.
وروى عبد الرزّاق، قال: أنا مَعمَرٌ، عن قتادة: {فهم مقمحوم}، قال: "مَغلُولون".