من مذهبهم1 فإنه لم يعمل إلا ما يحسد عليه من تحري الحق ومن الشجاعة والإقدام.
وبلغت الدعوة الطائف فكاتب أهلها الأمير الإمام عبد العزيز على البيعة له والدخول في مذهبه، ثم طلبوا إليه معلمين يعلمونهم المذهب وقضاة يقضون بينهم بأحكامه أصولا وفروعا، وبات المذهب والإمارة الموحدة الجديدة بدخول أهل الطائف في ظلهما يهددان عتبة الحجاز وتقويض حكم أشرافه الذين طالما ردوا سعود ين عبد العزيز عن دخول مكة لأداء الفريضة كلما أراد أن يؤديها2.
ودخل الخوالد في الطاعة والمذهب بعد قتال مرير سنوات طويلة وانقلبوا يعملون على النصرة والتأبيد بعد الحرب والعداوة، ونصبت السعودية حكاما على الخوالد بالتراضي وفتح الطريق إلى الأحساء ففتح سعود بن عبد العزيز شرقيها ودخل قراها.
وحين غلب سعود على البحرين أرسل إلى أهلها معلمين من لدنه يعلمونهم ويرشدونهم إلى طريق الحق والتوحيد الخالص، ويبدو أنه كان لدى البحرين معلمون قد درسوا المذهب ولكن سعودا أصر أن يكونوا من نجد فأرسل عشرين من علماء نجد للتعليم والإرشاد3.
والحق أنه لا يغيب عن ذي وعي من المعلمين المسلمين في كل بقاع الأرض وفي شتى المذاهب أن يعرف الحق من الباطل والصحيح من الزائف متى برئ من التقليد والعناد، وكان مرجعه كتاب الله وحديث رسوله وسنته، فلم يبعد أن تكون دعوى أهل البحرين من المعلمين العارفين