بدء الدعوة
وبدأ ابن عبد الوهاب دعوته وهو في رعاية أبيه وكنفه، وبدأها في حريملاء، ناهيا عشيرته وأهله الأدنين من بني تميم عن البدع والطقوس التي هي شرك بالله، فلما رآه أبوه فاعلا ما يفعله عن حماسة من الشباب نصح له أن يتمهل في دعوته ويترفق في عظاته مخافة أن يصاب بأذى ممن لا يعرف الحق من الناس1 فترفق ولم يعنف حتى مات أبوه في سنة 1153 هـ - 1740 م وكان قد انتقل إلى الدرعية منذ ثلاث سنوات.
واستمر يدعو وهو يتعالى في سنه ويبلغ أشده ويجد في الدعوة ويجتهد مركزا تعاليمه في بطلان كل عبادة لغير الله. ومن توسل أو أستغاث أو استشفع بكائن -مهما كان قدره ومظهره في الوجود- فقد عبد غيره فكان مشركا. وكل نذر لغير الله أو طواف بغير الكعبة فإنه شرك.
ومن ادعى علما من غيب لا دليل له عليه من كتاب الله وسنة رسوله كسحر أو تنجيم أو كشف فقد أشرك بالله.
وهذه نفسها رؤوس المسائل التي طرحها محمد بن عبد الوهاب على علماء عصره ليذودوا الناس عنها، فقد رآها في كل الأمكنة التي زارها في رحلاته. وفيما كان يدأب على دعوته متكلما واعظا أو كاتبا سائلا ومجيبا كان صيته يعلو في نجد يوما بعد يوم، حتى إذا كان آخر سنة