يحيى من الشام، ويتبادلون علم ما يعرفه كل منهم، ثم يعود كل إمام إلى بلده وفي جعبته ما ملأها من علم وبحث مستفيض.
وما إن التقى الشيخ الوهابي بعلماء مكة في الموسم وتبادلوا الأقوال والآراء حتى وجد منهم قبولا لآرائه وإعجابا بإقدامه وثباته وارتياحا لدعوته، فحثوه على الدأب والصبر، وهما أولى الأخلاق بالداعي إلى الحق، فزاده رضاهم اطمئنان قلب وقوة تصميم1.
فلما أدى فروض حجته وحل من مناسكها، وتزود من علمائها مضى إلى المدينة المنورة -على ساكنها صلوات الله وسلامه- وما كاد ينْزل بأرضها حتى علم شيوخها آنذاك بمقدمه فأسرعوا إليه ليلقوه مرحبين.
ولقي هناك فيمن لقي شيخ فقهاء المدينة وكبير محدثيها الشيخ محمد حياة بن إبراهيم السندي نشأة والمدني دارا. وكان أحد الأعلام الذين صنفوا الكتب والشروح.
والسندي المدني هو صاحب المقدمة في العقائد وشرح الأربعين النووية للشيخ النووي الحجة في الرواية وتفسير الحديث2.
وقد وجد ابن عبد الوهاب من الشيخ السندي إعجابا بسعة علمه وكريم خلقه، كما وجد منه قبولا لدعوته، وكأنما كان علماء مكة وعلماء