السعودية الثانية والسعودية الأخيرة، ولكنه كان هذه المرة شاملا معظم أرض الجزيرة تؤيده الدول وتشد أزره المعاهدات.
ولقد مكث عبد العزيز بن عبد الرحمن -الملك فيما بعد- يغالب خصومه عشرين عاما، وكانوا خصوما ذوي قوة وعناد من العرب وحكام الحرمين والأتراك، ومرة بعد أخرى استطاع أن يقصي الأتراك عن الجزيرة كلها بمعاونة الظروف التي شغلت تركيا في حرب البلقان سنة 1330 - 1913 م.
ثم استدار الملك يقضي على أطماع البدو ويعيد إلى نجد والأقاليم التي استولى عليها أمنها وسكينتها1. غير أن الحجاز ظل يناوؤه ويتربص به الدوائر، ولكن الملك السعودي اجتذب قلوب المسلمين إليه في أنحاء الأرض كافة، إذ أعلن عن تبنيه للأماني التي يرجوها المسلمون لمهبط الوحي والدين.
وفي لقاء بين جنده وجند الحجاز أصيب خصومه بأفدح هزيمة في الطائف كانت بداية استيلائه على الحجاز، وسرعان ما دخل جنده والمطوعة معهم إلى مكة، ودخلوها صلحا لا عنوة، ودخلوها في خشوع، وغنموا ما نالته أيديهم، غير أنهم لم يقتلوا أحدا، ولم يهدروا دماً. وفي الثالث عشر من ربيع الثاني سنة 1343 هـ - والحادي عشر من نوفمبر سنة 1924 م أعلن الملك أنه داخل مكة لا للتسلط عليها، بل لرفع المظالم التي أرهقت كاهل العباد، وليس دخوله إلى مهبط الوحي إلا لبسط سلطان الشريعة وتأييد أحكامها2.
ودخل الملك مكة في اليوم الثامن من جمادى الأولى- الخامس من ديسمبر في الشهر التالي لإعلانه، ثم دخلها خاشعا خاضعا غير متجبر ولا