حرص "محمد علي" على أن يجُمِّلَ صورته في عين الغرب، ويقفو آثارهم في التحديث، بل ويفكر كما قال عن نفسه: "بعقل إفرنجي، وهو يلبس القبعة العثمانية" (?).

لقد صمم "محمدعلي" على بناء مجتمع عصري، لا يعتمد على الدين، بل يتحلل قدر الإمكان من التزامات الدين، وينفتح على الغرب بمستشاريه وضباطه ومدارسه ومعاهده، بل وحتى في قوانينه، ويراهن في صراعه مع (الباب العالي) لا على المزايدة الإسلامية، بل على إعجاب (الدول العظمى) غير المسلمة بتحضر مجتمعه، ونظافته من التخلف الشرقي، وضعف دور "رجال الدين" (?).

وقال أرنولد توينبي المؤرخ الإنكليزي: "كان (محمد علي) ديكتاتورًا أمكنه تحويل الآراء النابليونية إلى حقائق فعالة في مصر" (?).

وإن تاريخ "محمد علي" تاريخ مليء بالظلم والظلمات، والطمع والطموحات، وكان كل همه أن يبني مجدًا شخصيًا له ولأسرته، عن طريق تكوين إمبراطورية ممتدة مثلما فعل الإسكندر ونابليون، ولقد صدق فيه قول وزير خارجية بريطانيا "لورد بالمرستون": "إن محمد علي يبني على الرمال".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015