ومن هذا يتضح أن دعوة الشيخ محمد وصلت مصرَ مبكرًا، وهناك عرفها الشيخ رشيد على حقيقتها، فماذا عرف عنها؟

قال الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله-:

"كنا نسمع في صغرنا أخبار الوهابية المستمدة من رسالة (دحلان) هذا وأمثاله، فنصدقها بالتبع لمشايخنا وآبائنا، ونصدق أن الدولة العثمانية هي حامية الدين، ولأجله حاربتهم وخضدت شوكتهم، وأنا لم أعلم بحقيقة هذه الطائفة إلا بعد الهجرة إلى مصر، والاطلاع على تاريخ الجبرتي، وتاريخ الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى فعلمت منهما أنهم هم الذين كانوا على هداية الإسلام دون مقاتليهم، وأكده الاجتماع بالمطلعين على التاريخ من أهلها، ولاسيما تواريخ الإفرنج، الذين بحثوا عن حقيقة الأمر فعلموها، وصرَّحوا أن هؤلاء الناس أرادوا تجديد الإسلام وإعادته إلى ما كان عليه في الصدر الأول، وإذًا تجدد مجده، وعادت إليه قوته وحضارته، وأن الدولة العثمانية ما حاربتهم إلا خوفًا من تجديد ملك العرب، وإعادة الخلافة الإسلامية سيرتها الأولى" (?).

وقال -رحمه الله- أيضًا- في حق الوهابية:

(ونحن كنا نصدق هذه الإشاعات التي أشاعتها السياسة التركية عنهم ..

وقد طبعت كتبهم وكتب أنصارهم في عصرنا، فلا عذر لأحد في تصديق الحشوية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015