لم يعرف الشيخ "رشيد" عن دعوة "الشيخ محمد بن عبد الوهاب" في الشام إلا ما يعرفه عامة الناس آنذاك، وما تتناقله الألسن من الكذب والافتراء على دعوة "الشيخ محمد بن عبد الوهاب"، ولم يعرف الشيخ "رشيد" حقيقة هذه الدعوة إلا بعد قدومه مصر، واطلاعِه على تاريخ الجبرتي، ولقد وصلت دعوة الشيخ "محمد بن عبد الوهاب" إلى مصر عن طريق أولاده وأحفاده الذين أتى بهم واليها "محمد علي" ومعهم علمُهم وكتبهم، لقد قدم إلى مصر عدد كبير من أسرة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، ودرس بعضهم في الأزهر، وكانوا طلقاء يمشون بين الناس، ولهذا السبب، ولأنهم دَرَسوا في الأزهر، ودرَّسوا، وصنفوا، انتشرف هذه الدعوة بمصر، وعُرفت.
لقد بقى "عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب" (?) تلميذ الجبرتي مدة ثمان سنوات في مصر قبل عودته إلى وطنه في سنة (1241 هـ)، وبقي ابنه "عبد اللطيف" ثلاثين عامًا في الأزهر.