كلهم في جنازة امرأة ماتت في صبيحة ليلة الحريق خوفًا من أن ينزل العذاب بهم، وأصبح ابن الزبير ساجدًا ويقول: اللهم إني لم أتعمد ما جرى فلا تهلك عبادك بذنبي، وهذه ناصيتي بين يديك (?). وأهل الشام بالرغم من جهل بعضهم بابن الزبير ومكانته (?)، إلا أنه من المستحيل أن يجهل أحد منهم مكانة الكعبة وأهميتها، كيف وهم يتجهون إليها في صلاتهم عندما كانوا يحاصرون ابن الزبير، فمن المستحيل أن يعمد أحدهم إلى حرق الكعبة، أو كان ذلك يدور في تفكير الحصين بن نمير، وقد وردت تصريحات لبعض أقارب ابن الزبير وبعض السلف والعلماء المحققين بأنهم لم ينسبوا إلى أحد من الطائفتين قصد حريق الكعبة، فهذا هشام بن عروة يقول: ... فقاتلوا ابن الزبير واحترقت الكعبة أيام ذلك الحصار (?)، وقال ابن عبد البر: وفي هذا الحصار احترقت الكعبة (?)، وقال ابن حجر: ثم سارت الجيوش إلى مكة لقتال ابن الزبير، فحاصروه بمكة وأحرقت الكعبة (?).
ولا شك أن أحدًا من أهل الشام لم يقصد إهانة الكعبة، بل كل المسلمين معظمون لها، وإنما كان مقصودهم حصار ابن الزبير, والضرب بالمنجنيق كان لابن الزبير لا للكعبة ويزيد لم يهدم الكعبة, ولم يقصد إحراقها لا هو ولا نوابه باتفاق المسلمين (?). وهكذا كانت إحدى نتائج تلك الحرب التي دارت بين ابن الزبير والحصين بن نمير إحراق البيت الحرام (?).
ولما وصل الحصين خبر موت الخليفة بعث إلى ابن الزبير فقال: موعد ما بيننا