يكلمه يندم (?). ومن الأخطاء التي وقع فيها يزيد بن معاوية، عمرو ابن سعيد بن العاص والى المدينة - واستطاع ابن الزبير أن يوظفها لصالحه - غزو مكة بجيش، فمكة لها حرمتها وخصوصيتها في الجاهلية ثم جاء الإسلام فزادها مكانة وقداسة على مكانتها تلك التي كانت في الجاهلية، وقام عمرو بن سعيد يتحدى مشاعر المسلمين في المدينة حين رقى المنبر في أول يوم من ولايته على المدينة، فقال عن ابن الزبير: تعوَّذ بمكة، فوالله لنغزونه، ثم والله لئن دخل الكعبة لنحرقنها عليه، على رغم أنف من رغم (?). ولما جهزّ الحملة التي سيوجهها لابن الزبير في مكة، نصحه بعض الصحابة وحذّروه وذكّروه بحرمة الكعبة وبحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيان حرمتها، ولكنه رفض السماع لنصحهم (?)، وكان مروان بن الحكم- وهو الأمير المحنك والسياسي الداهية - قد حذّر عمرو بن سعيد من غزو البيت وقال له: لا تغز مكة، واتق الله ولا تحل حرمة البيت، وخلوا ابن الزبير فقد كبر، هذا له بضع وستون سنة، وهو رجل لجوج، والله لئن لم تقتلوه ليموتن، فقال له عمرو: والله لنقاتلنّه، ولنغزونّه في جوف الكعبة على رغم أنف من رغم، فقال مروان: والله إن ذلك يسوؤني (?).
وكان عبد الله بن الزبير قد اختار لقبًا مؤثرًا حين أطلق على نفسه (العائذ بالله) فأصبح المساس بحرمة مكة أمرًا لا يوافق عليه الصحابة والتابعون، وكان لابد من الدفاع عن مكة، في وجه جيش يريد استحلال حرمتها، وحتى الذي لا يستطيع أن يدافع عن مكة فسوف يكون متعاطفًا مع ابن الزبير بصفته يدافع عن بيت الله (?)، وتدافع الناس نحو ابن الزبير من نواحي الطائف