10 - الظروف التي نشأت فيها حركة ابن الزبير: إن من الإنصاف أن نذكر أن الظروف السيئة التي وجدت فيها حركة ابن الزبير أسهمت إلى حد كبير في سقوط خلافته, تمثلت هذه الظروف بظهور التيارات والاتجاهات المذهبية, والقبلية, وانعدام الاستقرار السياسي الذي هو من أهم الشروط لقيام حكم مستقر, لقد شغل الخوارج ابن الزبير كثيرًا, كما أن حركة المختار أخذت من جهده ووقته ورجاله, فهذه الحركات ذات المنطلقات العقائدية شغلت ابن الزبير كثيرًا عن التفكير في تنظيم دولته, كما استنزفت الكثير من طاقاته المادية والبشرية (?).

رابعًا: رثاء عبد الله بن الزبير:

رثي ابن الزبير بقصائد كثيرة مبكية حزينة حفظها لنا التاريخ, ولم تهملها الليالي, ولم تفصلها عنا حواجز الزَّمن, ولا أسوار القرون, ومما قيل في رثائه ما قاله عبد الله بن أبي مسروح:

لقد أدركت كتائب أهل حمص ... لعبد الله طرفًا غير وعل

شجاع الحرب إذ شدّت وقودًا ... وللحادين خيرُ محل رحل

ومن ذا يكره الأبطال منه ... إذا اعتنشوا طريقًا غير سهل

فما للشامتين بنا أصيبوا ... وقلُّوا من سراتهم لمثلِ (?)

وقال قيس بن الهيثم السلمي:

فقدنا مصعبًا وأخاه لما ... نفَتْ سماؤهما المحُولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015