ولم أفهم معنى قوله أزقة وقد صرح في موضع آخر ببنيان ما استقرّ عليه الأمر في المسجد النبوي فقال إنه عن شرقي المنبر أربع أساطين وعن غربيه أربع أساطين اه فتلخص إن جداره كان في موضع الأسطوانة الخامسة من الجهتين كما قدمناه إلا أنه يزيد على الأسطوانة الخامسة في المشرق شيئاً مما بينها وبين الأساطين اللاصقة بجدار القبر على ما سبق عن مالك وغيره في كونه كان في موازاة القناديل هناك قلت ويؤيد ذلك إنه قد ظهر عند تأسيس دعائم القبة الآتي ذكرها درج عند باب مقصورة الحجرة الشامي في موازاة الحدّ المذكور يقابل الباب المعروف اليوم بباب جبريل عليه السلام فالظاهر أنه كان هناك قبل نقله إلى محله اليوم وبهذا كله يظهر
ردّ ما عليه المتأخرون في حدود المسجد النبوي وغلط من توهم منهم أنّ عمر بن عبد العزيز بنى حائزة على الحجرة من جهة المغرب في طرف الروضة الشريفة من المسجد وأنقصها به لأجل المصلحة فلم يبنه إلا في أرض الحجرة والظاهر أنّ الجدار الداخل الذي عليه الحائز هو جدار الصفة وقد ذرعت من جدار الحائز المذكور إلى الأسطوانة الخامسة من المنبر في المغرب فكان نحو مائة ذراع إنما ينقص عنها نحو أربع أذرع أو خمس وقد كان في جدار القبلة تجاه الأسطوانة الخامسة من غربي المنبر التي كان أسفلها مربعا طراز آخذ من سقف المسجد إلى العصابة السفلى الظاهرية ذهب في حريق زماننا وبقى موضعه أصباغ ملونة في الجدار من صناعة الأقدمين لم تذهب إلا عند هدم الجدار فقد كان علامة لما يحاذي نهاية المسجد النبوي من هذه الجهة خلاف ما زعمه المطري من إنه علامة لنهاية زيادة عثمان رضي الله عنه وهو مردود بلا شك لما سيأتي من أن عمر رضي الله عنه زاد من جهة المغرب دون المشرق وأنه جعل عرض المسجد مائة وعشرين ذراعا فيكون زاد على المسجد الأصلي عشرين ذراعا في هذه الجهة وهي أسطوانتان كما يعلم مما ذكر في ذرع ما بين كل أسطوانتين ولما سيأتي من أن عثمان رضي الله عنه زاد بعده في المغرب أسطوانة فقط وأن الوليد زاد بعده أسطوانتين وعليه استقر أمر الزيادة في المغرب ولا شك إن من الأسطوانة الخامسة المحاذية للطراز المذكور إلى جدار المسجد الغربي اليوم خمس أساطين فقط فثلاث منها لعمر وعثمان رضي الله عنه وثنتان للوليد فلو كان الطراز لمذكور نهاية زيادة عثمان رضي الله عنه لكان بعده أسطوانتان للوليد فتبقى ثلاث أساطين زيدت بعد الوليد ولا قائل به إنما أوقع المطري في ذلك اعتماده لأن نهاية المسجد النبوي في المغرب الأسطوانة التي بعد المنبر وهو عجيب لأنه جازم بأن موضع المنبر لم يغير باتفاق فكيف يجعل النبيّ صلى الله عليه وسلم منبره الذي يقف عليه لمخاطبة أصحابه في طرف مسجده ر يتوسطهم وإنما الصواب ما قدمناه وإنما أطلنا في ذلك لدفع ما تقدّم من التوهم ولما تصح ما أسلفناه للمقر الشجاعي شاهين الجمالي ناظر الحرم النبوي اتخذ لأعالي الأسطوانة الخامسة من المنبر من صف الأساطين التي في قبلة المنبر طرازا متصلا بالسقف بدلا عن الطراز الذي كان تجاهها في جدار القبلة ونقش فيه ما حاصله إن ذلك هو الذي استقر عليه الأمر في نهاية المسجد النبوي وحدّه وفقنا الله وإياه لحفظ الحدود وألحقنا بالمقرّبين الشهود ويتقرع على ذلك ما قيل في اختصاص المضاعفة بالمسجد النبوي دون ما زيد فيه وقد حققنا المسألة في الأصل فراجعهليه المتأخرون في حدود المسجد النبوي وغلط من توهم منهم أنّ عمر بن عبد العزيز بنى حائزة على الحجرة من جهة المغرب في طرف الروضة الشريفة من المسجد وأنقصها به لأجل المصلحة فلم يبنه إلا في أرض الحجرة والظاهر أنّ الجدار الداخل الذي عليه الحائز هو جدار الصفة وقد ذرعت من جدار الحائز المذكور إلى الأسطوانة الخامسة من المنبر في المغرب فكان نحو مائة ذراع إنما ينقص عنها نحو أربع أذرع أو خمس وقد كان في جدار القبلة تجاه الأسطوانة الخامسة من غربي المنبر التي كان أسفلها مربعا طراز آخذ من سقف المسجد إلى العصابة السفلى الظاهرية ذهب في حريق زماننا وبقى موضعه أصباغ ملونة في الجدار من صناعة الأقدمين لم تذهب إلا عند هدم الجدار فقد كان علامة لما يحاذي نهاية المسجد النبوي من هذه الجهة خلاف ما زعمه المطري من إنه علامة لنهاية زيادة عثمان رضي الله عنه وهو مردود بلا شك لما سيأتي