الخضر المذهبة التي كان المسجد مزخرفا بها قبل الحريق الأول وهي الفسيفساء قلت يوضح محل ذلك ما نقله المرجاني عن الحرث المحاسبي إنه قال ومنتهى طوله أي المسجد النبوي من قبلته إلى مؤخره حدّ إتمام الرابع من طيقان المسجد اليوم وما زاد على ذلك فهو خارج عن المسجد الأوّل قال يعني المحاسبي وقدوري عن مالك إنه قال مؤخرا المسجد بحذاء عضادة الباب الثاني من الباب الذي يقال له باب عثمان رضي الله عنه أعني العضادة الآخرة السفلي وهو أربعة طيقان من المسجد أهو باب عثمان هو المعروف اليوم بباب جبريل عليه السلام والثاني منه هو المعروف اليوم بباب النساء وقد كان باب النساء هو الرابع من أبواب المسجد مما يلي القبلة في جهة المشرق ومن مالك والمحاسبي كما إن باب الرحمة كان هو الرابع من أبوابه مما يلي القبلة في المغرب كما يؤخذ مما سيأتي فأتضح إن المراد من الطيقان أبواب المسجد وقد رأيت بعض الأقدمين عبر بذلك عن أبواب المسجد الحرام فأتضح ردّ ما عليه المتأخرون في تحديد المسجد النبوس وأن المعتمد رواية المائة في ذرعه دون غيرها لأن مقدار ذلك يقرب من المائة ويزيد هذا وضوحا أنّ في كتاب
إبن زبالة ويحيى في بيان حدّه من المشرق والمغرب ما لفظه وقال جمهور الناس من أهل العلم وغيرهم هو الفرضتين اللتين في الاسطوانتين اللتين دون المربعتين الغربية والتي في القبر وقد ألخص لنا من كلامه في مواضع إن مربعة القبر هي اللاصقة بجدار الحجرة الشريفة عندها مقام جبريل كما سيأتي وكانت ركن رحبة المسجد في المشرق عند نهاية السقف القبلي قبل زيادة الرواقين الآتي ذكرهما في مؤخره وإن المربعة الغربية هي التي كانت