لا يدخل فيه مَن كانت به علة يخففها لبس الحرير، والله أعلم.

قال المهلب: لباس الحرير في الحرب لإرهاب العدو هو مثل الرخصة في الاختيار في الحرب، اهـ.

وعن جابر بن عتيك، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن من الغيرة ما يحب الله، ومن الغيرة ما يبغض الله، وإن من الخُيَلاء ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله؛ فأمَّا الغيرة التي يحبها الله: فالغيرة في الريبة، وأمَّا الغيرة التي يبغض الله: فالغيرة في غير الريبة، والخُيَلاء التي يحبُّ الله: فاختيال الرجل بنفسه عند القتال واختياله عند الصدقة، والخيلاء التي يبغض الله: فاختيال الرجل في الفخر والبغي)) ؛ رواه أحمد وأبو داود والنسائي، والله أعلم.

* * *

الحديث الثالث عشر

عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: "كان أموال بني النضير ممَّا أفاء الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - ممَّا لم يوجف المسلمون عليه بخيلٍ ولا ركاب، وكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالصًا، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعزل نفقة أهله سنة، ثم يجعل ما بقي في الكراع والسلاح عدَّة في سبيل الله - عزَّ وجلَّ".

بنو النضير قبيلة كبيرة من اليهود وادَعَهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد قدومه إلى المدينة على ألاَّ يحاربوه ولا يعينوا عليه عدوَّه، وكانت أموالهم ونخيلهم ومنازلهم بناحية المدينة، فنكثوا العهد، فحاصرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلوا على الجلاء، وكان ذلك على رأس ستة أشهر من وقعة بدر فصُولِحوا على أن لهم ما حملت الإبل إلا الحلقة، وهي السلاح، فخرجوا إلى الشام ونزلت فيهم سورة الحشر، وتسمى (سورة النضير) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015