رَحمَه الله تَعَالَى
عبد الرَّحِيم بن عبد المحسن بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ الشعراني الْمصْرِيّ نزيل قسطنطينية وَهُوَ وَالِد قَاضِي الْقُضَاة أبي السُّعُود الْمُقدم ذكره وَكَانَ من أجلاء عُلَمَاء عصره ولد بِمصْر وَقَرَأَ وَحصل بهَا وَأجل أشياخه قَرِيبه القطب الرباني الشَّيْخ عبد الْوَهَّاب الشعراني صَاحب العهود وَغَيرهَا وَصَحب الْأُسْتَاذ مُحَمَّد الْبكْرِيّ وَكَانَ كثير الْمُلَازمَة لَهُ شَدِيد الإتصال بِهِ وَكَانَ يَقع لَهُ مَعَه أَحْوَال ومكاشفات حدث بِكَثِير مِنْهَا ثمَّ رَحل إِلَى الرّوم وتوطنها وَولي قَضَاء الْحَرَمَيْنِ ثمَّ تقاعد بمدرسة السُّلْطَان أَحْمد وَكَانَ يحفظ الْقُرْآن وَله حافظة قَوِيَّة فِي أَنْوَاع الْفُنُون وَله تآليف مِنْهَا رسَالَته الَّتِي سَمَّاهَا أيقاظ الْوَسْنَان من سنته فِي بَيَان آل الْمَوْصُول وصلته نَحْو ثَلَاثَة كراريس وَله شعر قَلِيل مِنْهُ قَوْله
(يَا سيد الرُّسُل وَمن جوده ... لكل خلق الله مسترسل)
(أَنْت الَّذِي خصك رَبِّي بِمَا ... لم يحصر المزبر وَالْمقول)
(وإنني عَبدك من جرمه ... لفكر ذِي اللب الذكي يذهل)
(قد جِئْت أبغي تَوْبَة ينمحي ... عني بهَا الْوزر الَّذِي يثقل)
(والستر فِي ديني وَأَهلي وَمن ... يحويه ببيتي أَو بِهِ ينزل)
(فَأَنت بَاب الله أَي امْرِئ ... أَتَاهُ من غَيْرك لَا يدْخل)
وَقد ضمن الْبَيْت الْأَخير من قصيدة الْأُسْتَاذ الْبكْرِيّ الْمَذْكُور الَّتِي أَولهَا
(مَا أرسل الرَّحْمَن أَو يُرْسل ... من رَحْمَة تصعد أَو تنزل)
وَرَأَيْت بِخَط السَّيِّد مُحَمَّد بن عَليّ الْقُدسِي الدِّمَشْقِي قَالَ أَنْشدني الْعَلامَة عبد الرَّحِيم الشعراني هَذِه الأبيات وَلست أَدْرِي أَهِي لَهُ أم لغيره وَهِي
(كَاتب فِي السَّابِق كسْرَى قَيْصر ... بِمَا استقام ملككم وَالظفر)
(فَقَالَ قد دَامَ لنا الْوَلَاء ... بِخَمْسَة طَابَ بهَا الهناء)
(إِن استشرنا فذوي الْعُقُول ... وَإِن تولى فذوي الْأُصُول)
(وَلَيْسَ فِي وعد وَلَا وَعِيد ... تخَالف القَوْل على التَّأْبِيد)
(وَإِن نعاقب فعلى قدر السَّبَب ... من الذُّنُوب لَا على قدر الْغَضَب)
(وَلَا نقدم الشَّبَاب مُطلقًا ... على الشُّيُوخ فِي وَلَاء أطلقا)
وَكَانَت وَفَاته فِي الثُّلُث الأول من اللَّيْل بعد فَرَاغه من صَلَاة الْعشَاء بعد أَن قَرَأَ