ابْن جَامع من المغنين الْمَشْهُورين وَكَانَ أحلاهم نَغمَة وَعِيسَى بن دأب كَانَ أديباً وأحلاهم ألفاظا وَابْن مُصعب هُوَ عبد الله بن مُصعب الزبيدِيّ يخْتَص بمنادمة الْهَادِي

(وتحمى الرشيد فِي دير مرّان ... على كل تلعة وقراره)

(من مدام حكت رهابنة الدَّيْر ... بهَا فِي بهارة جلناره)

(وعَلى ضرب زلزل كَانَ برصوما ... لَدَيْهِ مواصلا مزماره)

قَالَ أَبُو الْفرج الْأَصْبَهَانِيّ دير مران هُوَ بِنَاحِيَة من دمشق على ثلة من قرى ومزارع وغدران ورياض وزلزل كَانَ يضْرب فَقَط واسْمه مَنْصُور وَكَانَ فِي الطَّبَقَة الأولى وبرصوما كَانَ زامر فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة فطرب مِنْهُ الرشيد يَوْمًا فرفعه إِلَى الطَّبَقَة الأولى

(ثمَّ كَانَ الْأَمِير يمرح فِي اللَّذَّات ... مَا شَاءَ ساحباً أوزاره)

(وترامى بحب كوثر حَتَّى ... سكن الْحبّ قلبه واستخاره)

(ولديه مُخَارق فِي المعنين ... وبذل الْكَبِيرَة المهتارة)

(وَالْحُسَيْن الخليع كَانَ يعاطيه ... مداماً كالعقد تنوي انتشاره)

(ثمَّ يجلو أَبُو نواس على السّمع ... كؤساً من الْهوى مستعاره)

كوثر خادمه وَكَانَ يهواه حَتَّى قَالَ فِيهِ من شعر

(كوثر ديني ودنياي وسقمي وطبيبي ... )

ومخارق كَانَ مَمْلُوكا لأمرأة من أهل الْكُوفَة فَاشْتَرَاهُ مِنْهَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم فَأَخذه الرشيد مِنْهُ وبذل الْكَبِيرَة جَارِيَة كَانَت لجَعْفَر بن مُوسَى الْهَادِي وَالْحُسَيْن الخليع صريع الغواني وَأَبُو نواس الْحسن بن هَانِئ الشَّاعِر الْمَشْهُور

(وأدار الْمَأْمُون للراح كاساً ... شعشع الْبَيْت نورها واستناره)

(حَيْثُ علوِيَّة الْمُغنِي وَإِسْحَاق ... يزفان فِي الدجى أقماره)

(حَيْثُ يحيى بن أَكْثَم يتَوَلَّى ... بَسطه وَابْن طَاهِر أسماره)

(وعريب مَعَ القيان تفنيه ... بِصَوْت تخيرت أشعاره)

علوِيَّة من المغنين للرشيد وَهُوَ من الطَّبَقَة الثَّانِيَة وَإِسْحَاق اشْتهر بِهِ وحظى عِنْده وعريب جَارِيَة عبد الله بن إِسْمَاعِيل صَاحب المراكب كَانَت أحسن النَّاس وَجها وأظرفهم طبعا وَأَحْسَنهمْ غناء

(وَابْن هرون كَانَ يألف إِبْرَاهِيم ... شوقاً ويستلذ اعتشاره)

إِبْرَاهِيم هُوَ ابْن الْمهْدي الْخَلِيفَة الْمَذْكُور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015