(وَيزِيد المليك إِذْ كَانَ يهوى ... صَوت حدو الحداة فِي كل تَارَة)

(وتغنى الركْبَان إِذْ كَانَ منشاه الْبَوَادِي ... حَتَّى اعترته الحضارة)

(وكمر وَإِن الفتوة إِذْ كَانَ ... يوالي فِي عبطة أَسْفَاره)

مَرْوَان ذِي الفتوة كَانَ منشأه بالبادية فِي كلب ففصح لِسَانه

(فَيرى اللَّهْو وَالسَّمَاع مناه ... وَيرى الْحَرْب قطبه ومداره)

(وكآل الْعَبَّاس إِذْ كَانَ عبد الله ... يقْضِي طوع المنى أوطاره)

(كم غذا لَيْلَة الثُّلَاثَاء والسبت ... يوالي الغبوق بالقرقارة)

(وَابْن صَفْوَان فِي الندامى يعاطيه ... كؤوس الحَدِيث خلف الستارة)

(ولديهم أَبُو دلامة طورا ... يصطفيه ويجتلي أشعاره)

ابْن صَفْوَان هُوَ خَالِد بن صَفْوَان كَانَ من أقرب النَّاس منزلَة عِنْد أبي الْعَبَّاس ينادمه ويسامره لطول لِسَانه وبلاغته وَكَثْرَة رِوَايَته وَأَبُو دلامة اسْمه زيد بن الْحَارِث وَكَانَ مولى لبني أَسد ظريفا فصيحا كثير النَّوَادِر باحثا خليعا مدمنا للشراب راوية للْأَخْبَار والأشعار

(وتحيي منصورهم من ورا النّسك ... رَاحا وَإِلَى عَلَيْهَا استتاره)

(حل مِنْهُ ابْن جَعْفَر فِي نداماه ... محلا إِذْ كَانَ يبلو اعتشاره)

(فيراه فيهم ظريفا أديبا ... لسنا حاذقا لطيف الْإِشَارَة)

ابْن جَعْفَر هُوَ مُحَمَّد بن جَعْفَر بن عبد الله بن الْعَبَّاس وَكَانَ يأنس بِهِ ويلتذ بِهِ وبمحادثته ويأنس بِهِ خَالِيا وَكَانَ كَمَا ذكر

(ثمَّ كَانَ الْمهْدي يجلس للأنس ... فيصفي لشربه أَو طاره)

(وفليح بن العورا يشد ولديه ... فينسى حنينه وادكاره)

(ولديه ترب الْغناء أَبُو إِسْحَاق ... يشدو بصنع ومهاره)

قَالَ إِسْحَاق كَانَ الْمهْدي فِي أول أمره يساتر بِالشرابِ حَتَّى قدم عَلَيْهِ فليح ابْن العوراء الْمُغنِي فَكَانَ يُغْنِيه فِيمَا مدح بِهِ من الشّعْر وَأَبُو إِسْحَاق هُوَ إِبْرَاهِيم الْموصِلِي الْمَشْهُور بِالْغنَاءِ

(ثمَّ كَانَ الْهَادِي إِذا حاول الشّرْب ... وغنى ابْن جَامع نختاره)

(يتَوَلَّى الندام عِيسَى بن دَاب ... عِنْده والطلا لَدَيْهِ مَدَاره)

(وكذاك ابْن مُصعب والعزيزي ... أَنا خايدا إنيان اخْتِيَاره)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015