(قد نمتها سحب الحيا وسقاها الطل ... قبل الصَّباح وعذب المزاج)
(إنّ فصل الرّبيع وافى بورد ... مُنْذُ أضحت نفوسنا فِي ابتهاج)
(ولغض الريحان مَعَ يَانِع الْورْد ... ازدواج فِي قُوَّة الامتزاج)
(فتفتضل مَعَ الرَّسُول إِذا شِئْت ... بريحانة الشهَاب الخفاجي)
هَذَا وَالْمَقْصُود مِنْهَا تَعْلِيق مَا يَقع عَلَيْهِ الِاخْتِيَار مِمَّا يصلح لحاجتي من بَدَائِع الْأَشْعَار والكف عَن التَّطْوِيل بِمَا لَيْسَ من هَذَا الْقَبِيل وَقد اتّفق لي بالصالحية من يوميات ربيعية من بَاب تجريب الخاطر وَهِي
(بكر الرَّوْض بالنسيم الواني ... وتجلى الرّبيع فِي ألوان)
(وأملت حمائم الدوح ألحاناً ... أمالت معاطف الأغصان)
(وبدا الْورْد فِي خدود دوَام ... للعذارى من القطوف الدواني)
(وانجلى الصُّبْح عَن مواليد مزن ... أودعتها ضمائر الأفنان)
(مَا ألذ الرّبيع فِي زمن الْورْد ... وَأحلى الشَّبَاب فِي العنفوان)
وَقلت فِي أَيَّام الرّبيع
(حبانا لذيذ الْعَيْش آذار واغتدت ... أزاهره تهدي لنا الطّيب والعرفا)
(ووافت بواكير الرّبيع بجدة ... تزف عروس الرَّوْض من خدرها زفا)
(وهب النسيم اللدن من جَانب الربى ... يلين لَهَا عطفا ويسألها عطفا)
(إِذا ضمهَا عرف الكمائم ضمخت ... صباه وسامته معاطفها اللطفا)
(محبان فِي وسط الرياض تألفا ... أجنت لَهُ سرّ الغرام بِمَا أخْفى)
(وجمشها حَتَّى زها شمس نورها ... فعبس وَجه النَّهر واختطف الشنفا)
وأحدث الخاطر معمى فِي اسْم مُحَمَّد وَهُوَ
(رب ظَبْي مقرطق قد تبدّى ... خلت بَدْرًا من فَوْقه قد تلالا)
(لَاحَ فِي الثغر جَوْهَر من ثناياه ... فأبدى فِي الخدّ خالا بِلَالًا)
وَقلت بعده فِي هانىء
(حِين بَان الخليط وازداد وجدي ... قلت والدمع فِي الخدود يسيل)
(يَا رَسُولي إِلَيْهِ روحي خُذْهَا ... منجداً إثره بهَا يَا رَسُول)
وَقلت بعده فِي سُلَيْمَان
(لقد سقاني الحبيب كأساً ... لم أرو مِنْهَا ورمت أُخْرَى)