(فَخر الْخَلَائق درة التَّاج الَّذِي ... بسواه هام ذَوي العلى لم يفخر)

(بشر وَلَكِن فِي صِفَات ملائك ... جليت لنا أخلاقه فاستبصر)

(لم تلقه يومي وغى وعطا سوى ... طلق الْمحيا فِي حلى المستبشر)

(يلقى العفاة وَقد تلألأ وَجهه ... بسنا السرُور وَذَاكَ أَنْضَرُ منظر)

(يعْفُو عَن الذَّنب الْعَظِيم مجازياً ... جازيه بِالْحُسْنَى كَأَن لم يؤزر)

(يَا سيد السادات دُونك مِدْحَة ... نفحت بعرف من ثناك معطر)

(قد فصلت بلآلىء الْمَدْح الَّتِي ... يقف ابْن أَوْس دونهَا والبحتري)

(وافتك ترفل فِي برود بلاغة ... وبراعة ببرود صنعا تزدري)

(صاغت حلاها فكرة قد صانها ... شمم الإباء عَن امتداح مقصر)

(مَا شَأْنهَا نظم القريض تكسبا ... لَوْلَا مقامك ذُو العلى لم تشعر)

(فوردت منهلها الروى فَلم أجد ... أجداً فنلت صفاء غير مكدر)

(فنهلت مِنْهُ وعلني بنميره ... وطفقت وارده وَلما أصدر)

(وطفقت فِيهِ غائصا للآلي ... فِي غير نظم مديحكم لم تنثر)

(لَا تدعني الْعليا رَضِيع لبانها ... إِن كنت فِي تِلْكَ الْمقَالة مفترى)

(خُذْهَا عقيلة كسر خدر فصاحة ... سفرت نقاباً عَن محيا مُسْفِر)

(جمعت بلاغة منطق الْإِعْرَاب مَعَ ... حسن الْبَيَان ورقة المستحضر)

(لوسامها قس لما سَمِعت بِهِ ... بعكاظ يَوْمًا خطْبَة فِي مِنْبَر)

(شرفت على من عارضته بمدح من ... أضحى القريض بِهِ كعقد جوهري)

(فاستجلها وافت تهنى بِالَّذِي ... نفحت بشائره بمسك أذفر)

(نصر تهز بنوده ريح الصِّبَا ... خَفَقت على هام الأشم الخرمر)

(هُوَ نجلك الْمَنْصُور دَامَ مؤيداً ... بك أَيْنَمَا يلق الغريمة يظفر)

(لَا زلتما فِي ظلّ مَالك باذخ ... وجنود ملككم مُلُوك الأعصر)

(مستمسكين بهدى جدكم الَّذِي ... بِالرُّعْبِ ينصر من مَسَافَة أشهر)

(أهْدى الآله صلَاته وَسَلَامه ... لجنابه فِي طي نشر العهر)

(ولآله وصحابه وَالتَّابِعِينَ ... لَهُم بِإِحْسَان ليَوْم الْمَحْشَر)

(مَا استنشق الْأَبْطَال فِي يَوْم الوغى ... نقع العجاج لَدَى هياج العثير)

قلت تبَارك الله على هَذِه الطبيعة المطيعة وَمن مثل هَذِه القصيدة يعرف متانة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015