(حَتَّى إِذا حَان القطاف ليانع ... من أرؤس تركت وَلما تؤبر)

(عصفت بهَا ريب الْمنون فألقحت ... وتحركت بزعازع من صَرْصَر)

(فدعَتْ سراة كماتنا لقطافها ... بأنامل الْقصب الْأَصَم الأسمر)

(فتجهزت لحصادها فِي فيلق ... لَو يسبحون بزاخر لم يزخر)

(مَلأ تتوق إِلَى الكفاح نُفُوسهم ... توقانها اللقا الرداح المعصر)

(يغشون أبطال الْوَطِيس بواسما ... كالليث أَن يلق الفريسة يكثر)

(وتخالهم فَوق الْجِيَاد لوابسا ... سداً يموج من الْحَرِير الْأَخْضَر)

(فَإِذا هم ازدحموا بجزع وانثنوا ... أورى زناد دروعهم نَارا ترى)

(جَيش طلائعه الأوابد إِن تصخ ... لَو جيبه من قيد شهر تنفر)

(يقتاده الْملك المشيخ كَأَنَّهُ ... بَين العوالي ضيغم فِي مزأر)

(ملك تدرع بالبسالة فاغتنى ... يَوْم الوغى عَن سابغ وسنور)

(ملك تتوج بالمهابة فَاكْتفى ... عِنْد الطعان لقرنه ععن مغفر)

(ملك تذكرنا مواقع حَده ... فِي الْهَام وقْعَة جده فِي خَيْبَر)

(ملك إِذا مَا جال يَوْم كريهة ... لم تلق غير مجدل ومعفر)

(ملك يُجهز من جحافل رَأْيه ... قبل الوقيعة جحفلاً لم ينظر)

(ملك تُسنم ذرْوَة الْمجد الَّتِي ... من دونهَا المريخ بل وَالْمُشْتَرِي)

(ملك نداه الْبَحْر إِلَّا أَنه ... عذب أَهَذا الْبَحْر نهر الْكَوْثَر)

(ملك إِذا مَا جاد حدث مُسْندًا ... عَن جوده جود الْغَمَام الممطر)

(الْأَشْرَف الشهم الَّذِي خضعت لَهُ ... شم الأنوف وكل حججاج سرى)

(الْأَفْضَل السَّنَد الَّذِي أَوْصَافه ... أنست سما الوضاح وَابْن الْمُنْذر)

(الأكرم المفضال من إحسانه ... أربى على كسْرَى الْمُلُوك وَقَيْصَر)

(ذُو الهمة الْعليا الَّذِي قد نَالَ مَا ... عَنهُ تقصر همة الاسكندر)

(شرفاً تَقَاعَسَتْ الْكَوَاكِب دونه ... لَو لم تمد بنوره لم تزهر)

(هبها بمنطقة البروج مقرها ... أمنا هز هَذَا بنوة حيدر)

(كلا فَكيف بِمن حواها جَامعا ... نسبا سما بابوة المدثر)

(أعظم بهَا من نِسْبَة نبوية ... علوِيَّة تنمي لأصل أطهر)

(قد شَرقَتْ بَدَأَ بأشرف مُرْسل ... وَنِهَايَة بالسيد الْحسن السّري)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015