وملتمساً لصالح دُعَائِهِ
(يَا نسيماً من نَحْو طيبَة ساري ... مهدياً عطر رندها والعرار)
(من رَبًّا نشره بعنبر شحر ... فِي حَشا جونة الْفَتى الْعَطَّار)
(خُذ فُؤَادِي فَذَاك مجمر شوق ... وغرامي بمضمر الوجد دَاري)
(موقد فِيهِ عنبر من مديحي ... لحبيب الْمُهَيْمِن الْمُخْتَار)
(لمقام بِمُقْتَضَاهُ بليغ ... لَا يُوفى بلاغة الْأَسْرَار)
(وَلمن فِي ذراه من كل جَار ... حَاز خفضاً لعيشه بالجوار)
(فهم خزرجي وأوسي وَإِن لم ... يسعف الدَّهْر بالمنى أَنْصَارِي)
(سِيمَا صنوى الشَّقِيق وروحي ... وَهُوَ عبد الرَّحْمَن حامي الذمار)
(قد تملى بروضة حَاز فِيهَا ... مثمر السعد مظهر الْأَنْوَار)
(بَاعَ دنيا دنت بِأُخْرَى تسامت ... فغدا فِي بَيْعه بِالْخِيَارِ)
(فعساه يمنّ لي بِدُعَاء ... مستجاب فِي ليله وَالنَّهَار)
(ليحوز الشهَاب أعظم سؤل ... وأمان من مطلع الْأَنْوَار)
(وَصَلَاة الْإِلَه فِي كل حِين ... لَك تهدى يَا سيد الْأَبْرَار)
فَأَجَابَهُ بقوله
(بعد اهدا أَسْنَى السَّلَام الساري ... من رَبًّا طيبه مقَام الْخِيَار)
(فائقاً طيبه شذا كل مسك ... فاتقاً نوره دجى الأسحار)
(لحبيب فِي الله خل وفيّ ... طيب الأَصْل ذِي الثَّنَاء الساري)
(أَحْمد الْفِعْل والشهاب المرجى ... كاشف المشكلات كنز الفخار)
(دَامَ فِي نعْمَة وَعز ولطف ... من إِلَه الورى الْكَرِيم الْبَارِي)
(محيياً سنة الألى سَبَقُوهُ ... بِاتِّبَاع الألى وَحسن الْوَقار)
(وَصَلَاة مَعَ السَّلَام دواماً ... للنبيّ الممجد الْمُخْتَار)
(ولآل وَصَحبه مَا اضمحلت ... ظلم الظُّلم لاجتلا الْأَنْوَار)
وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من خِيَار الْخِيَار وَكَانَت وَفَاته فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالْعِشْرين من شهر ربيع الثَّانِي سنة سِتّ وَخمسين وَألف وَدفن ببقيع الْغَرْقَد وَقَالَ وَلَده شَيخنَا الإِمَام الْعَالم إِبْرَاهِيم فِي تَارِيخ مَوته
(إِذا مَا قيل لي فِي أيّ عَام ... وَفَاة الحبر والدك الخيارى)