(وَلَا زلتم فِي الصَّفَا والوفا ... بِحَق رَسُول الاله الْوَلِيّ)

(وشوقي لكم قد غَدا زَائِدا ... ووجدي بكم سَيِّدي مذهلي)

(سَأَلت إلهي اللقا عَاجلا ... بكم قبل سيري للمنزل)

(بِحَق الرَّسُول النَّبِي الْمُجْتَبى ... مُحَمَّد خير الورى الْأَفْضَل)

(وبالآل والصحب أهل التقى ... نُجُوم الْهدى السَّادة الكمل)

فَرَاجعه بقوله

(أما آن للموعد الماطل ... يجود بوصل على السَّائِل)

(جرى مَا كفى بل كفى مَا جرى ... من المدمع الفائض السَّائِل)

(بروحي من علمتني الْهوى ... محَاسِن وَجه لَهُ كَامِل)

(وَقد كنت من قبله فَارغًا ... فَأَصْبَحت فِي شغل شاغل)

(إِلَى الله أَشْكُو غرامي بِهِ ... ووجدي الَّذِي لَيْسَ بالزائل)

(وتقريح جفن طما مَاؤُهُ ... فأغنى عَن الْعَارِض الهاطل)

(وشرخ الشَّبَاب الَّذِي لم يزل ... يمر ويمضي بِلَا طائل)

(وَطول اشتغالي بِمَا لم يفد ... وَكَثْرَة ممشاي فِي الْبَاطِل)

(فيا نفس لَا تطلبي عَاجلا ... يَزُول قَرِيبا عَن الآجل)

(وخل الدنا وخيالاتها ... فَلَيْسَتْ تخيل على عَاقل)

(أَلَيْسَ قصارى مُقيم بهَا ... رحيل فَمَا الشّغل بالراحل)

(فهيىء لقد طَال نومك فِي البطالة ... من حظك الخامل)

(فَإِن البطالة قتالة ... وَمَا نَام فِيهَا سوى جَاهِل)

(فقومي بجد وجدي السرى ... فَمن جد يلْحق بالواصل)

(وَلَا تتراخي إِلَى قَابل ... فكم قد مضى لَك من قَابل)

(عَسى نفحة من جناب الْوَجِيه ... خلنا الْعَالم الْعَامِل)

(نفك عَن العَبْد أغلاله ... وَتكشف عَن قلبه الغافل)

(وتغسل أدرانه قبل أَن ... يَمُوت ويعرض للغاسل)

(فيا غيث بريعم الورى ... وبحر عُلُوم بِلَا سَاحل)

(أَتَانِي كتابك من بعد أَن ... تَمَادى المطال على الآمل)

(وكدت أقطع حَبل الرجا ... وأرضى وأقنع بالحاصل)

(فَلَمَّا فضضت ختام الْكتاب ... سكرت بريحانه الذابل)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015