(إِذا كَانَ فقر الْمَرْء يزري كَمَاله ... فتنفر مِنْهُ الأصدقاء بِلَا عذر)
(فيا ضَيْعَة الْحسنى وَيَا خيبة الرجا ... وَيَا موت زرانّ الْحَيَاة على خسر)
وَقَوله
(رَأَيْت التواني أنكح الْعَجز بنته ... وسَاق إِلَيْهَا حِين زفت لَهُ مهْرا)
(فراشا وطياً ثمَّ قَالَ لَهَا اتكي ... فَلَا بدّ للزوجين أَن يلدا فقرا)
وَهَذَانِ البيتان قديمان وَإِن أثبتهما فِي ديوانه وَمن مقاطيعه قَوْله
(عني إِلَيْكُم بني هَذَا الزَّمَان فقد ... عَاهَدت قلبِي أَن لَا رام ودّكم)
(أَبَا حكم بَيت ودّ كَانَ تصدية ... صَلَاتكُمْ عِنْده فَالْآن صدّكم)
وَقَوله
(إياك يَا ابْن أبي عني نصيحة من ... يَد التجارب قَامَت عَنهُ بالأود)
(إياك صُحْبَة غير الْجِنْس مَا بشر ... يقوى لِأَن يجمع الضدّين فِي جَسَد)
وَقَوله
(نَفسِي لتؤثر أَن تفنى بمحنتهم ... لِأَنَّهَا لسوى الأحباب لم تكن)
(الْمَرْء يُرْجَى لضرّ أَو لمَنْفَعَة ... وَمَا خلقت لغير الْحبّ والشجن)
وَقَوله
(الأهم الأهم إِن كَانَ لَا بدّ ... فَإِن الزَّمَان فِينَا قصير)
(لَا تضع فرْصَة الحيا فَمَا للعمر ... حَيْثُ انْتهى مداه معير)
وَاتفقَ لي مَعَه يَوْم من أطيب الْأَيَّام فِي رَوْضَة غشيت بنسيج يَد الْغَمَام لبست خضر المطارف وتزينت بأنواع الزخارف وصحبتنا من السَّادة الأفاضل زمرة قد تألفت طباعهم بالفرح والمسرة فأخذني من النشاط مَا بَعَثَنِي على مدحهم بِأَبْيَات فَقلت وَأَنا معترف فِي وَصفهم بِضيق المجال فِي الْعبارَات والأبيات هِيَ هَذِه
(فديت خلا بِصدق عشرته ... هذب نَفسِي إِذْ جَاءَ يرشدها)
(عرّفني مَا جهلته زَمنا ... من شُبُهَات لِلْخلقِ توجدها)
(حَتَّى إِذا مَا أنْكرت فعلهم ... وتوبتي تمّ فِيهِ موعدها)
(فاوضني فِي هواي مختبراً ... وَكله حِكْمَة يزوّدها)
(فَقَالَ أَي الذوات تعشقها ... قلت كريم الأمجاد سَيِّدهَا)
(فَقَالَ أَي الأوتار تؤثره ... قلت صرير اليراع أَجودهَا)
(فَقلت كَيفَ الرياض قلت لَهُ ... عِنْد طباع الْكِرَام أجحدها)
(فَقَالَ وَالطّيب قلت عرف ثَنَا ... خلائق لَا أَزَال أحمدها)
(فَقَالَ وَالنَّقْل كَيفَ قلت وَهل ... ذَاك سوى الْأَشْعَار ننشدها)