(قَالَ لما وَصفته ببديع الْحسن ... ظَبْي يجل عَن وصف مثلي)
(مكن العَبْد أَن يقبل رجلا ... لَك كَيْمَا يُجِيز فضلا بِفضل)
(قلت أنصف فدتك روحي فَإِنِّي ... بفمي قد نظمته لَا برجلي)
وَقَرِيب من هَذَا قَول الصاحب ابْن عباد
(وشادن جماله ... تقصر عَنهُ صِفَتي)
(أَهْوى لتقبيل يَدي ... فَقلت لَا بل شفتي)
وَلِصَاحِب التَّرْجَمَة من هَذَا النَّوْع لطائف كَثِيرَة والعنوان يدل على مَا فِي الصَّحِيفَة وَكَانَت وَفَاته نَهَار الْجُمُعَة الثَّالِث وَالْعِشْرين من شهر رَمَضَان سنة ثَمَان بعد الْألف
عبد الْبَاقِي الْمَعْرُوف بالإسحاقي المنوفي الأديب الشَّاعِر الْفَائِق كَانَ قَاضِيا فَاضلا عَالما مؤرخاً كثير النّظم للشعر صَحِيح الفكرة وَله تَارِيخ لطيف ورسائل كَثِيرَة قَرَأَ بِبَلَدِهِ على شُيُوخ كثيرين وَكَانَ يتردّد إِلَى مصر وَأخذ بهَا عَن أكَابِر علمائها وَمن شعره الغض الْبَهِي قَوْله
(تمشت لنا تخجل الكوكبا ... فناديتها مرْحَبًا مرْحَبًا)
(غزالة أنس لَهَا طلعة ... إِذا خالها الصب حَقًا صبا)
(أدارت بحضرتنا قهوة ... وطافت بكأس الطلا مذهبا)
(رنت ورمتني بألحاظها ... وَقد أذكرتني عهد الصِّبَا)
(فَلَو أنّ نظرتها كالظبا ... لهان وَلَكِن كحدّ الظبا)
(وغنت لنا فطربنا لَهَا ... فيا حسن ذَاك الَّذِي أطربا)
(غزالية آنست صبها ... وَأَنت محبتها زينبا)
(فهمنا فهمنا غراماً بهَا ... وَعَن حالتي حبها أعربا)
(وصبّرت قلباً غَدا هائماً ... وَقد كَاد فِي الْحبّ أَن يذهبا)
(فَفِيهَا مديحي عذب يرى ... وَفِي غَيرهَا الْمَدْح لن يعذبا)
(سأجعل فِي وصفهَا نبذة ... وأركب فِي حبها أشهبا)
(مدحت فقصر قلبِي المديح ... وَكَانَ مرادي أستوعبا)
(وَإِنِّي فِي وَصلهَا سَيِّدي ... تراني بَين الورى أشعبا)
(فبالله يَا نسمَة البان أَن ... حففت على حَيّ ذَاك الرِّبَا)
(وجزت رياضاً بهَا غادتي ... فهات لنا عَن حلاها نبا)