عمر فِي السَّفِينَة وَألقى فِيهَا النفط والقطران وَالنَّار وأحضر المنلا عَليّ وَكَانَ سنياً حنفياً شَيخا كَبِيرا فَأحْضرهُ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ الْعَن الشَّيْخَيْنِ فَقَالَ يَا شاه أَنا عِشْت هَذَا الْعُمر مَا بَقِي لي غَرَض فِي الْحَيَاة لعنة الله على من يلعن أَصْحَاب رَسُول الله

فَأخذ الشاه السَّيْف بِيَدِهِ وضربه ضربا متوالياً حَتَّى قتل شَهِيدا سعيداً ثمَّ نَادَى بقاضي بَغْدَاد الَّذِي ولاه السُّلْطَان مُرَاد وَطلب مِنْهُ أَن يسْعَى بَينه وَبَين السُّلْطَان مُرَاد فِي أَن يولي ابْن الشاه بَغْدَاد وَتَكون السِّكَّة وَالْخطْبَة باسم السُّلْطَان مُرَاد وَيُرْسل ابْنه فِي كل سنة خمسين ألف قِرْش فوعده القَاضِي بِالْخَيرِ فَقَالَ لَهُ خواصه إِن القَاضِي يَضرك عِنْد السُّلْطَان وَيحسن لَهُ أَخذ بَغْدَاد قَالَ صَدقْتُمْ وَقَتله ثمَّ قتل السَّيِّد مُحَمَّد نَائِب المحكمة والخطيب الْعَظِيم فِي بَغْدَاد وَكَانَت امْرَأَة فسخت نِكَاحهَا عَن زَوجهَا بسب تعذر النَّفَقَة كَمَا هُوَ مَذْهَب السَّادة الشَّافِعِيَّة وَعند الشِّيعَة لَا يجوز الْفَسْخ وَكَانَ السَّيِّد مُحَمَّد فِي الْمِنْبَر يُبَالغ فِي الدُّعَاء على الشاه وَفِي لَعنه فَقَالَ لَهُ أسمعنا تِلْكَ الْخطْبَة البليغة فَقَالَ لَهُ لَا وَلَكِنِّي أسمعك مولد النَّبِي

فَقَالَ لَهُ كَيفَ تزوج امْرَأَة زَوجهَا حَيّ قَالَ فسخ عَنْهَا على قَاعِدَة مَذْهَب الشَّافِعِي فلعن الشَّافِعِي وَلعن بَقِيَّة الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَضرب السَّيِّد مُحَمَّد بكلاب أخرجه من لِسَانه وصلبه وَحكى الشَّيْخ عُثْمَان الْخياط الْبَغْدَادِيّ أَنه رفس بِرجلِهِ صندوق الشَّيْخ عبد الْقَادِر وَألقى عمَامَته عَن الصندوق وَسمر بَابه وَاتخذ تكيته اصطبلاً للخيل وَالْجمال وَفعل بِقَبْر الإِمَام أبي حنيفَة أَكثر من ذَلِك فَقَالَ لَهُ السَّيِّد دارج وَكَانَ نقيب الْأَشْرَاف بِبَغْدَاد الشَّيْخ عبد الْقَادِر شرِيف فَلم تهينه فَقَالَ لَهُ جمَاعَة من أَتبَاع الشاه لَيْسَ بشريف وَقَالَ لَهُ رجل نزل بِبَاب الأزج اجْعَل للشَّيْخ إهانة عَظِيمَة يهْلك بهَا أهل السّنة وَهِي أَن أَسد جَمِيع المراحيض فِي بَاب الأزج وَأسد بَاب مَزَار الشَّيْخ عبد الْقَادِر وأفتح من الْقبَّة طَاقَة على قبر الشَّيْخ فَجَمِيع من كَانَ مُرَاده أَن يَبُول ويتغوط تنزل فضلاته على قبر الشَّيْخ فَقَالَ خوب خوب وَبَاتُوا تِلْكَ اللَّيْلَة وَأخذ فِي سد الْأَبْوَاب من الْغَد فَقبل الْمغرب أَخذ خادمه يفتش على عرق ايكر فَقيل لَهُ لماذا قَالَ أَصَابَهُ قولنج ثمَّ مَاتَ سَرِيعا فَعلم الشاه أَن الشَّيْخ عبد الْقَادِر صَاحب أَحْوَال وأهان جَمِيع أهل السّنة وَحكى أَن البغداديين الشِّيعَة كَانُوا إِذا وقفُوا يقرؤن الْفَاتِحَة عِنْد قبر الشَّيْخ عبد الْقَادِر أَو قبر أبي حنيفَة يَقُولُونَ يَا عَار يَا عَار يَا أنجس من الفار إِن كَانَ الله حَرمك من الْجنَّة لَا يحرمك من النَّار وَبدل الْجُمُعَة بخطيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015