(هُوَ الْقَرِيب للقريب جَامع ... فِي زمن مشتت أَفْرَاده)

(قاءه وَطول بَاعَ فِي العلى ... وزي فقر فِي الْغنى استفاده)

(طوّل فِي كل الْمعَانِي بَاعه ... من اعْتدى مقصراً نجاده)

(أَحْمد ذَاك الْكَامِل السَّامِي الَّذِي ... قد لقبوه صَاحب السعاده)

(المغربي القيرواني الَّذِي ... أشْرب قلب شرقنا وداده)

(هِيَ الْخِصَال كلهَا غَرِيبَة ... جود وحزم ومعالي الساده)

(من الذكاء قلبه مشتعل ... أورى لَهُ الْفضل بِهِ زناده)

(فبذله كفضله وجوده ... من طبعه وقوته العباده)

(يحْتَمل الْكل عَن الْخلّ الَّذِي ... أَضَافَهُ وَيكرهُ استبعاده)

(مقتنع بِكُل مَا يَأْتِي بِهِ ... محسن للباذل اقتصاده)

(لَا يَأْكُل الطَّعَام إِلَّا مرّة ... بحكمة من طبعه مفاده)

(وَكلما ذكرت من أخلاقه ... مُبين من رشده سداده)

(وَبَعض مَا أوردت من صِفَاته ... هُوَ الَّذِي مشرد رقاده)

(لَك الصَّفَا لَك الهنا لَك المنا ... لَك الرِّضَا مَعَ مُنْتَهى الإراده)

(إِن جئتنا فِي يَوْم سعد زَائِرًا ... يَا من يرى الْخلّ بِهِ أعياده)

(يَا لهف نَفسِي كَيفَ أبغي مدحه ... لفاضل لست أرى أنداده)

(أفيده مد حَاله وَهُوَ الَّذِي ... بِذَاتِهِ اسْتغنى عَن الإفاده)

(أتحفني مِنْهُ بِشعر شَاعِر ... مَا مثله حَاز أَبُو عباده)

(من لي بِشعر حرت فِي نشيده ... حِين سَمِعت فِي الملا إنشاده)

(حسب ابْن شاهين بِأَن قد جِئْته ... بمدحه كَأَنَّهَا قلاده)

(من لُؤْلُؤ وجوهر منضد ... يزين مِنْهَا نظمها أجياده)

(فَإِن يجبك سَيِّدي بِمثل مَا ... أهديته فَمن علاك صَاده)

(وَإِن يكن صَاد النُّجُوم مهدياً ... إِلَيْك فَهُوَ عِنْده مَا اعتاده)

(فَلَا بَرحت سَيِّدي مرتقياً ... مراقي الْعِزّ والسياده)

(فِي مدّة لَا فنيت بِعَارِض ... وعمره مُحَصل مُرَاده)

وَكَانَت وَفَاة صَاحب السَّعَادَة فِي سنة خمس وَأَرْبَعين وَألف بالمحلة الْكُبْرَى

أَحْمد باشا الْمَعْرُوف بِالْحَافِظِ أحد وزراء الدولة العثمانية الكبراء وَكَانَ فَاضلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015