مُطَوَّلَة بشرح حَاله مفصلة فَلم يعلق بخاطره فى الْمَنَام سوى مصراع المطلع وَبَيت الختام وَقد أورد حَضْرَة الشَّيْخ الاكبر قدس الله سره الْعَزِيز فى بَاب من أَبْوَاب الفتوحات لعلى بن الجهم هَذَا الْبَيْت

(وأبواب الْمُلُوك محجبات ... وَبَاب الله مبذول الفناء)

وَلَا غرو فَكل بَاب سوى الْكَرِيم مسدود وكل وَاقِف غير سَائل فَهُوَ مَرْدُود فسبحان من اذا أغلق بَابا فتح أبوابا واذا قطع سَببا أوصل أَسبَاب فَلَمَّا انتبه من الخيال قَامَ فى الْحَال ونظم على سَبِيل الارتجال مكملا للمصراع ومضمنا للبيت بِحسن الابداع وَذَلِكَ آخر جُمُعَة فى شهر رَمَضَان عَام سِتّ وَخمسين وَألف والابيات هى هَذِه

(أَيْن الاساة فقلبى الْيَوْم مَجْرُوح ... متيم لعبت فِيهِ التباريح)

(روح تسيل على خدى فيحسبها ... دمعا خلى فؤاد مَا لَهُ روح)

(وَالْحب سطر بلوح الصَّدْر مكتتب ... مترجم بِلِسَان الشوق مشروح)

(وضعت خدى على كف الخضوع ولى ... ذل على عتيبات الْعِزّ مطروح)

(فَلَا بارق وادى الشّعب وانتبهت ... نوام وجدى وفاح الرند والشيح)

(وَقَامَ هَاتِف ذَاك الحى ينشدنى ... بَيْتا يسلى فؤادى مِنْهُ تلويح)

(ان الْمُلُوك اذا أَبْوَابهَا غلقت ... لَا تيأسن فباب الله مَفْتُوح)

وَقَالَ أَيْضا فى الْمَعْنى

(ذهب الشراع وضلت الملاح ... فى جنح ليل مَا لذاك صباح)

(وسفينتى لم يبْق فِيهَا قِطْعَة ... الا ومزقها بلَى ورياح)

(والسحب تهطل والرعود قواصف ... والبرق سيف فاتك سفاح)

(وجهت وجهى نَحْو بابك راجيا ... اذا سدت الابواب يَا فتاح)

وَله فى تغربه بالروم أشعار كَثِيرَة سَمَّاهَا الروميات مُعَارضا بِالتَّسْمِيَةِ روميات ابي فراس فانه كَانَ يحذو حذوه ويقفو أَثَره فَمن رومياته قَوْله أَيْضا

(نزيح ديار لَا أنيس وَلَا صحب ... وعاتب دهر لَيْسَ يعتبه العتب)

(مَنَازِله بِالشَّام أضحت خلية ... حكت جِسْمه اذ سَار عَن جِسْمه الْقلب)

(لَهُ صبية عِنْد العداة رهينة ... ومدمعهم من فرط لهفهم صب)

(عُرَاة اذا نَامُوا تيقظ شرهم ... فَأَمنَهُمْ خوف وسلمهم حَرْب)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015